سحر رجب
في خطوة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الوزراء، ومحمد شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، “اتفاق الدفاع المشترك الاستراتيجي” خلال زيارة رسمية قصيرة للرياض.
الاتفاق، الذي يأتي في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة، يُعد تطورًا نوعيًا في العلاقات الدفاعية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، حيث يُلزم الطرفين بتعزيز الردع المشترك ضد أي تهديد خارجي، ويُعتبر أي عدوان على أحدهما عدوانًا على الآخر.
وصل رئيس الوزراء الباكستاني إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض صباح اليوم الأربعاء، حيث حظي باستقبال رسمي دافئ شمل تصويرًا جويًا تاريخيًا من قبل مقاتلات “إف-15” التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، وهي إجراء نادر يُقتصر على الزيارات الرسمية ذات الأهمية العليا.
استقبله نائب أمير منطقة الرياض، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، قبل انتقاله إلى قصر اليمامة لعقد جلسة مباحثات مغلقة بحضور وفود رفيعة المستوى من البلدين.
تعزيز الروابط التاريخية والدفاعية
بدأت الجلسة بتلقي الجانب السعودي تحيات رئيس الوزراء الباكستاني وتمنياته الطيبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
استعرض الطرفان العلاقات التاريخية الممتدة لنحو ثمانية عقود، مبنية على روابط الأخوة الإسلامية والتضامن المشترك، مع التركيز على الرؤى المتقاربة في تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي.
وفقًا للبيان المشترك الصادر عن وزارة الخارجية الباكستانية، يهدف الاتفاق الجديد إلى تطوير أوجه التعاون الدفاعي، بما في ذلك تبادل الخبرات العسكرية والتدريبات المشتركة، لمواجهة التحديات الأمنية المتنامية في المنطقة.
يأتي هذا الاتفاق في سياق التوترات الإقليمية الحالية، خاصة بعد الغارات الإسرائيلية على قطر، حيث شدد الجانبان على أهمية الوحدة العربية والإسلامية.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن المناقشات شملت أيضًا مواضيع اقتصادية، مثل تعزيز الاستثمارات السعودية في باكستان، والتعاون في مجالات الطاقة والتجارة، مع الإشارة إلى أن هذه الزيارة هي الثالثة لشريف إلى الخليج خلال أسبوع واحد فقط، بعد زيارتين إلى الدوحة للتضامن مع قطر.
حفاوة الاستقبال وتبادل التمنيات
أعرب رئيس الوزراء شريف عن خالص امتنانه للأمير محمد بن سلمان على “الحفاوة والكرم اللذين حظي بهما”، مشيدًا بالترحيب الجوي الذي وصفه بـ”رمز للأخوة الراسخة”.
كما نقل تمنياته بدوام الصحة للملك سلمان وللأمير محمد بن سلمان، وللشعب السعودي بالتقدم المستمر.
من جانبه، وجه الأمير محمد بن سلمان تحية مماثلة إلى رئيس الوزراء شريف والشعب الباكستاني، متمنيًا لهما المزيد من الازدهار والاستقرار.
تُعد هذه الزيارة جزءًا من جولة دبلوماسية أوسع لشريف، تشمل بعد الرياض زيارة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة، بهدف تعزيز الروابط الدولية لباكستان في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية.
ومع توقيع هذا الاتفاق الدفاعي، الذي يُعتبر الأول من نوعه بين البلدين، يُتوقع أن يُعيد رسم خريطة التحالفات في الشرق الأوسط، مُعززًا الردع المشترك أمام أي تهديدات محتملة.
في الرياض، حيث التقى قادة أمة إسلامية كبرى، يُشير هذا الاتفاق إلى بداية صفحة جديدة من التعاون الاستراتيجي، قد يُغير موازين القوى في المنطقة.
هل يُصبح هذا التحالف نموذجًا للوحدة الإسلامية أمام التحديات العالمية؟ الإجابة تكمن في الخطوات القادمة.