سحر رجب
رغم استمرار الضبابية في المشهد الاقتصادي العالمي، إلا أن السوق الصيني ينجح مجددًا في استقطاب اهتمام المستثمرين الدوليين، في مؤشر واضح على تعافٍ اقتصادي مدفوع بجملة من العوامل الهيكلية.
وفي ندوة متخصصة عُقدت مؤخرًا، أكدت شركة بيلي جيفورد، إحدى أبرز مؤسسات الاستثمار البريطانية، أن الأداء الإيجابي لسوق الأسهم الصينية يعكس تعافيًا مستدامًا، مدعومًا بإجراءات حكومية داعمة، وانتعاش في مستويات الاستهلاك، وتحسن أرباح الشركات، مما عزز من ثقة المستثمرين الدوليين في مستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأشارت لين لين، المديرة المشاركة لصندوق النمو الصيني في بيلي جيفورد، إلى أن مؤشرات الثقة بدأت بالتحسن، مستشهدة بارتفاع كل من القيمة السوقية والصافية لأصول الصندوق. وأضافت أن الحكومة الصينية تبنت مؤخرًا حزمة سياسات فعّالة لتعزيز النمو، إلى جانب إشارات واضحة تدعم القطاع الخاص، في خطوة تترجم التزام بكين بتسريع وتيرة الانتعاش الاقتصادي.
وفيما بدأت أسواق العقارات الكبرى تستقر، فإن النشاط الاستهلاكي في ارتفاع مستمر، مدفوعًا بمدخرات قوية لدى المواطنين، ما يعزز من احتمالات انتعاش الطلب المحلي خلال الفترة المقبلة.
كما لفتت لين إلى أن النمو في أرباح الشركات لا يعود فقط إلى الدعم الحكومي، بل يعكس أيضًا قدرة الشركات الصينية على الابتكار، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث تواصل الصين تحقيق اختراقات كبيرة.
الجدير بالذكر أن شركة بيلي جيفورد، التي تأسست عام 1908 ومقرها في إدنبرة، تدير أصولًا تفوق 200 مليار جنيه إسترليني، وتُعرف عالميًا بفلسفتها الاستثمارية طويلة الأجل القائمة على القيمة، مما يضفي ثقلًا إضافيًا لتقديراتها بشأن مستقبل الاقتصاد الصيني.