أخبار عاجلة

“بوابات شمسية” تفتح على الخلود: سفيرة المكسيك في القاهرة تحتفي بيوم الموتى برؤية تجمع بين حضارتين

سحر رجب

في أجواء مفعمة بالألوان والرموز الروحية، استضاف منزل سفيرة المكسيك في القاهرة احتفالية ثقافية مميزة بمناسبة افتتاح “مذبح الموتى” الذي حمل عنوان “بوابات شمسية”، ضمن فعاليات إحياء يوم الموتى، أحد أعمق وأبرز الطقوس في الثقافة المكسيكية.

وفي كلمتها الترحيبية، عبّرت السفيرة ليونورا رويدا عن سعادتها بجمع الحضور في “منزل المكسيك”، للاحتفال بعادةٍ تعكس جوهر الهوية المكسيكية ورؤيتها الفلسفية للحياة والموت، مؤكدة أن هذا اليوم لا يرمز إلى الفقد، بل إلى الاستمرارية والاتحاد بين عالمي الأحياء والأرواح.

وأوضحت السفيرة أن شخصية “الكاترينا”، التي صممها النحات خوسيه جوادالوب بوسادا وأطلق اسمها الفنان دييغو ريفيرا، تجسد روح الاحتفال، حيث تمثل المرأة الأنيقة التي تذكّرنا – بسخرية حكيمة – بأننا جميعًا متساوون أمام الموت، وأن تقبله جزء من احترام الحياة ذاتها.

وأضافت رويدا أن جذور يوم الموتى تعود إلى شعوب المكسيك الأصلية التي آمنت منذ آلاف السنين باستمرارية الروح، فكانوا يحتفلون بنهاية الدورة الزراعية شاكرين الحصاد ومحتفين ببداية جديدة، مشيرة إلى أن التقاليد اندمجت لاحقًا مع الطقوس الكاثوليكية لتصبح في الأول والثاني من نوفمبر احتفالًا بالأرواح الطاهرة والكبار من الموتى.

أما عن مذبح “بوابات شمسية”، فأشارت السفيرة إلى أنه يجسد رحلة الروح الأبدية عبر الضوء، حيث يلتقي فيه رمز المركب في الحضارة المكسيكية مع مركب رع في الحضارة المصرية القديمة، في حوار حضاري بين رؤيتين تتفقان على أن الموت ليس نهاية، بل عبور نحو بداية جديدة.

ويجمع المذبح بين العناصر المكسيكية التقليدية مثل زهور القطيفة والشموع والورق المزخرف، وبين جماليات معابد الشمس المصرية، ليصبح فضاءً رمزيًا يربط بين عالمين من الإبداع والإيمان بالخلود.

واختتمت السفيرة كلمتها بتوجيه الشكر لكل من ساهم في إعداد المذبح، وفي مقدمتهم مافالدا بوديب، مفوضة العرض، وخوان مانويل فراوستو، مصمم المذبح، وسيلفيا رودريغيز التي جسدت دور “الكاترينا” بزيّ صممه الفنان خورخي كامبوس.

وأعلنت السفيرة في ختام كلمتها عن إزاحة الستار عن المذبح، لتتوج الاحتفالية بصوت الفنانة المكسيكية أندريا باياردو، التي أضفت بأغانيها لمسة من الدفء والحنين على ليلةٍ جسدت حوار الشمس والأرواح بين القاهرة والمكسيك.

عن وجه افريقيا