أشاد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، أثناء زيارته للنيجر، بالوضع الديمقراطي في النيجر واعتبره نموذجا للديمقراطية في منطقة تقاتل التمرد الجهادي، كما أعلن عن حزمة مساعدات إنسانية بقيمة 150 مليون دولار لمنطقة الساحل الأوسع، وبذلك تصل الاستثمارات الأمريكية في منطقة الساحل إلى 233 مليون دولار في السنة المالية، وقال بلينكين في مؤتمر صحفي في العاصمة نيامي بعد محادثات مع الرئيس محمد بازوم “النيجر دولة ديمقراطية فتية في جزء مليء بالتحديات من العالم”، وأضاف “النيجر سارعت بالدفاع عن القيم الديمقراطية المعرضة للتهديد في الدول المجاورة”.
وبلينكين هو أعلى مسؤول أمريكي على الإطلاق يزور المستعمرة الفرنسية السابقة حيث تحافظ كل من فرنسا والولايات المتحدة على وجود عسكري، وقال بلينكين إن التمويل الإنساني الجديد يشمل المساعدات الغذائية ودعم المهاجرين الذين فروا إلى ليبيا التي مزقتها الحرب.
وصرح وزير خارجية النيجر، حسومي مسعود بأن زيارة بلينكين هي علامة قوية على “التضامن والاحترام” لبلاده، وشدد على مسؤولية النيجر في التمسك بالقيم الديمقراطية في منطقة تحيط بها “الفوضى” وسط تصاعد الأنشطة الجهادية الإقليمية. وقال “علينا أن نظهر أن الديمقراطية هي السبيل الوحيد لهزيمة الإرهاب”.
وعلى عكس العديد من الدبلوماسيين الأفارقة، أدان مسعودو الغزو الروسي لأوكرانيا، مشيرًا إلى تاريخ النيجر كمستعمرة سابقة، وقال مسعودو إنه ليس لديه دليل على أنشطة فاجنر المشتبه بها في بوركينا فاسو، لكنه حذر من السماح للمجموعة شبه العسكرية الروسية بشن أي غارات، وأضاف “أملنا ألا تسير بوركينا فاسو في هذا الطريق نحو منظمة نعتبرها إجرامية ومرتزقة. وقال “نرى أن فاغنر موجود فقط في الدول الفاشلة أو الفاشلة”.
وشهدت النيجر، إحدى أفقر دول العالم ، استقرارًا منذ استعادة الديمقراطية في عام 2011 حتى مع سيطرة الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين ، حيث يتزايد الوجود الروسي.
وأصر على أن الولايات المتحدة وفرنسا لا تخوضان الحرب ضد الإرهاب نيابة عن النيجر ، لكنهما تساعدان النيجر كحليفين،ويتمركز حاليا لفرنسا 1000 جندي في البلاد، وتدير الولايات المتحدة أيضًا ما يسمى بالقاعدة الجوية 201 في وسط النيجر، والتي تستخدم لتسيير طائرات بدون طيار لشن هجمات ومراقبة الجهاديين في منطقة الساحل.
وخلال زيارته، التقى بلينكين أيضًا بالمتطرفين العنيفين السابقين الذين تمت إعادة تأهيلهم من خلال التدريب المهني المدعوم بـ 20 مليون دولار من التمويل الأمريكي، وقال بلينكين بعد ذلك، إن البرنامج يدور حول “منحهم خيارًا أفضل” وهو “من منظورنا، إلى حد كبير نموذج يمكن للآخرين أن يتطلعوا إليه”.
وتعتبر النيجر واحدة من أكثر البلدان تضررا من تغير المناخ، حيث تفقد 100 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة كل عام بسبب الصحراء، وفقا للأمم المتحدة.
وكان بلينكين قد زار أيضا أثيوبيا حيث أجرى محادثات مع كل من رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد وجيتاشيو رضا، أحد كبار قادة جبهة تحرير تيغراي الشعبية، وكانت المفاوضات التي قادها الاتحاد الأفريقي، بدعم من الدبلوماسيين الأمريكيين، أدت إلى وقف إطلاق النار في نوفمبر 2022 والذي أنهى إلى حد كبير حرب تيغراي الوحشية التي استمرت عامين في أثيوبيا، كما عقد اجتماعا مع قيادة الاتحاد الأفريقي في إطار جهود إدارة بايدن لإظهار الاحترام لقادة المنطقة.