0-0x0-0-0#

بريق القمر والشمل العائلي: احتفال السفارة الصينية في مصر بمهرجان منتصف الخريف

سحر رجب

احتفلت سفارة جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، مساء الاثنين بمناسبة الاحتفال بعيد منتصف الخريف التقليدي، الذي يُعدّ ثاني أهم الأعياد في الثقافة الصينية بعد رأس السنة القمرية.

حضر الحفل القائم بأعمال السفير بالقاهرة تشانج تاو، والمهندس حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة المصري ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية والإعلامية من الجانبين الصيني والمصري وعدد كبير من الجالية الصينية المتواجدة في مصر.

شارك في الحفل عدد من الفرق الصينية قدمت عدة عروض ورقصات تقليدية تمثل الفلكلور الصيني.

وجاء الاحتفال في أجواء مبهجة تعكس تقاليد العيد القديمة، التي تعود إلى أكثر من 3000 عام، وترمز إلى لم الشمل الأسري، الشكر على الحصاد، وجمال الطبيعة تحت ضوء البدر المكتمل.

ويحتفل بالعيد في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن القمري، الذي يوافق هذا العام 6 أكتوبر، ويستمر عادة ثلاثة أيام كعطلة رسمية في الصين، وسط توقعات بتجمعات عائلية وثقافية تجمع الجالية الصينية في مصر مع أصدقائها المصريين.

دعوة للوحدة والتعاون

وفي كلمة ألقاها القائم لأعمال السفير بتلك المناسبة، أعرب تشانج تاو، عن تهانيه الحارة للشعب الصيني والمصري بمناسبة العيد، مشدداً على أن “الشعب الصيني سيستقبل بعد أيام عيداً سنوياً يُعدّ من أهم الأعياد لدى الأمة الصينية”.

وأضاف: “في الثقافة الصينية، يرمز البدر إلى لم الشمل، والقمر في عيد منتصف الخريف يجسد الانسجام والسعادة.

وفي هذا العيد، يجتمع أعضاء الأسرة يتناولون كعكة العيد، مستمتعين بلحظات الوحدة، متمنين السلام والاستقرار للمجتمع”.

واستطرد تشانج تاو قائلاً: “في مصر، يرمز البدر أيضاً إلى الاكتمال والحصاد والسعادة، مما يعكس التشارك بين الشعبين الصيني والمصري في نفس التطلعات نحو حياة أجمل وأكثر ازدهاراً”.

وأشار إلى أن “التنمية في قوانغدونغ تجسد مبدأ المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وتدفع نحو بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية”.

وفي سياق الروابط الثنائية، شدد القائم بأعمال السفير على أن “الشراكة الاستراتيجية بين الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أدت إلى تطور مزدهر للعلاقات الصينية-المصرية، التي تواجه اليوم أفضل مراحلها التاريخية.

ينظر الجانبان إلى علاقاتهما بمنظور بعيد المدى، يتبادلان الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، ويحققان نتائج مثمرة في التعاون العملي عبر كافة المجالات”.

واختتم كلمته بدعوة حاسمة: “نحن على استعداد للعمل مع مختلف أوساط البلدين لتنفيذ التوافقات الاستراتيجية بين رئيسي البلدين، وتعزيز تقارب القلوب من خلال تكثيف التبادلات الإنسانية.

سنعمل على دفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو مستويات أعلى ومجالات أوسع، لنخلق مستقبلاً مشرقاً للتحديث في كلا البلدين”.

روابطهما الثقافية والدبلوماسية

يأتي هذا الاحتفال في سياق تعزيز التبادل الثقافي بين مصر والصين، اللتين تربطهما شراكة استراتيجية شاملة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1956.

ومن المتوقع أن تشمل الفعاليات المصاحبة ورش عمل لصنع كعك القمر، وعروض فوانيس تقليدية، ورواية الأساطير مثل قصة “تشانغ إي” إلهة القمر، بالتعاون مع معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة.

كما يُعدّ الحفل فرصة لتعزيز التعاون في مجالات السياحة، التعليم، والاقتصاد، خاصة مع مشاريع مشتركة مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية الصينية-المصرية على الساحل الشمالي.

مهرجان منتصف الخريف، المعروف أيضًا باسم مهرجان القمر، يُعد واحدًا من أبرز الأعياد التقليدية في الثقافة الصينية، حيث يجسد قيم الوحدة الأسرية، الشكر على الحصاد، والإعجاب بجمال الطبيعة.

يرتبط المهرجان بعبادة القمر القديمة، وأساطير مثل قصة “تشانغ إي” إلهة القمر التي طارت إلى السماء بعد شرب إكسير الخلود، مما يرمز إلى التناغم والسعادة.

في مصر، حيث تُعمق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، تُساهم السفارة الصينية في القاهرة في نشر هذه التقاليد من خلال فعاليات تجمع المجتمع الصيني والمصري، معززةً الروابط الثقافية والدبلوماسية.

تقاليد المهرجان وأهميته الثقافية

يُعرف المهرجان بطقوسه الغنية التي تعكس التراث الصيني العريق، الذي يعود إلى أكثر من 3000 عام في عهد أسرة شانغ.

من أبرز هذه التقاليد:

لم الشمل العائلي: يتجمع الأقارب لتناول العشاء تحت ضوء القمر الكامل، رمزًا للوحدة والانسجام.

مراقبة القمر: يُشاهد الناس البدر المكتمل، الذي يُعتبر أكثر سطوعًا، كدلالة على الازدهار والحظ السعيد.

تناول كعك القمر: هذه المعجنات المستديرة، المحشوة بمعجون الفاصوليا الحلوة أو بذور اللوتس، تُرمز إلى القمر نفسه، وتُوزع كهدايا تعبر عن الوفاء.

عرض الفوانيس: تُضاء الفوانيس الورقية بأشكال متنوعة، ترمز إلى الإضاءة والأمل، وتُطلق في السماء للاحتفال بالحصاد.

الأساطير والقصص: يُروى قصة “تشانغ إي”، بالإضافة إلى أسطورة الأرنب القمري الذي يعجن إكسير الخلود، لتعزيز الروابط العائلية والتراثية.

عطور الأوسمانثوس: يُستخدم عطر زهور الأوسمانثوس في المشروبات والمأكولات، رمزًا للازدهار والسعادة في فصل الخريف.

يُمثل المهرجان تجسيدًا للشكر على نعم الحصاد، والاعتزاز بالتراث، ويُعتبر ثاني أهم عيد بعد السنة الصينية الجديدة، حيث يُحتفل به ليس فقط في الصين بل في دول شرق آسيا مثل اليابان وكوريا وفيتنام، مع اختلافات محلي

تجمعات عائلية في مقر السفارة أو حدائق القاهرة، مع عرض فوانيس تقليدية وتوزيع كعك القمر.

ورش عمل لصنع كعك القمر ورواية الأساطير، بالتعاون مع معهد كونفوشيوس بجامعة القاهرة، الذي أقام احتفاليات مماثلة في السنوات السابقة.

مشاهدة القمر الكامل مع برامج موسيقية وفنون صينية، لتعزيز الفهم المتبادل.

هذه الفعاليات ليست مجرد احتفال، بل فرصة لتعزيز التعاون في مجالات السياحة، التعليم، والاقتصاد، خاصة مع مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية الصينية-المصرية على الساحل الشمالي. كما أنها تعكس التزام الصين بدعم التنمية المستدامة في مصر، كما أكدت الاحتفاليات السابقة.

من جانبه أكد حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة، أن الحضارة الانسانية هي واحدة ولكن لديها جذور هي الصين ومصر ، مضيفا: “عيد منتصف الربيع يدعونا إلى لم شمل الاسرة”.

وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تعاونا في المجالات الثقافية، قائلا: “اعتبر نفسي من الأسرة الصينية المصرية، القمر نصفه دائما مكتمل ولكن مع دورانه يظهر جزء منه ومرور الايام يظهر الجزء المكتمل، وعلينا ان نجعل كل ايام السنة احتفالا لاكتماله ونسعى للم الشمل”.

يُعد احتفال السفارة الصينية بمهرجان منتصف الخريف في مصر نموذجًا حيًا لكيفية دمج الثقافات، مما يعزز الصداقة بين البلدين ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون.

في هذا العيد، يدعو الجميع إلى مشاركة لحظات السعادة تحت ضوء القمر، محتفلين بالوحدة التي تجمع الشرق والغرب.

عن وجه افريقيا