المرأة في ليبيا: بين التحديات والطموح نحو التمكين والمساواة

سحر رجب

يحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة تحت شعار “الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات”، وهو مناسبة للتأكيد على أهمية ضمان حقوق المرأةفي مختلف المجالات، من التعليم والعمل إلى الصحة والمشاركة السياسية.
ورغم الجهود المبذولة لتعزيز مكانة المرأة الليبية، لا تزال العديد من التحديات تعيق مسيرتها نحو التمكين الكامل، فالعنف الأسري، وضعف الوعي بالحقوق، وغياب الدعم المؤسسي الكافي، تشكل أبرز العقبات التي تواجهها النساء في المجتمع.
تمكين المرأة: دور التوعية والتثقيف
في حديث خاص لصحيفة الأنباء الليبية، أكدت عند الفائدي، مدير إدارة تنمية الأسرة والمرأة بوزارة الشؤون الاجتماعية، أن الوزارة تعمل على إطلاق مبادرات لدعم المرأة وتمكينها، وأوضحت قائلة:
“ندعم المرأة من خلال التوعية والتثقيف بحقوقها وواجباتها، فهناك الكثير من النساء لا يدركن حقوقهن أو القوانين التي تحميهن، ولذلك نقوم بتنظيم ندوات وجلسات حوارية لتسليط الضوء على هذه القوانين، كما نعمل على دراسة مقترحات قوانين جديدة لحماية المرأة وتعزيز مكانتها”.
وأضافت الفائدي أن ضعف تفعيل بعض القوانين المتعلقة بحقوق المرأة أدى إلى تفاقم العديد من المشكلات الاجتماعية، مما دفع الإدارة إلى العمل على تفعيل هذه القوانين وتعزيز دور المرأة في مختلف المجالات.
وأشارت إلى أن الوزارة لا تقتصر جهودها على الجانب القانوني فقط، بل تسعى إلى دعم النساء اقتصاديًا من خلال إطلاق دورات تدريبية في الحياكة والمهن اليدوية، بهدف تمكين النساء المطلقات والأرامل من كسب العيش بكرامة والانخراط في سوق العمل.
وقالت: “نحن نتعاون مع جميع الجهات والمؤسسات لدعم المرأة معنويًا وماديًا وتوعويًا، لأن المرأة نصف المجتمع، وهي التي تربي النصف الآخر، وبالتالي فإن تمكينها يعني بناء مجتمع أكثر استقرارًا وأمانًا”.
كما أكدت أن شهر مارس، الذي يُعرف بشهر المرأة، يشهد تنظيم العديد من الجلسات الحوارية لمناقشة قضايا المرأة المختلفة، بالإضافة إلى تكريم شخصيات نسائية بارزة لتحفيزهن على الاستمرار في صنع التاريخ وتجاوز التحديات”.
العنف الأسري وغياب الوعي بالحقوق
من جانبها، قالت فتحية شويقي، منسقة شؤون المرأة بالهيئة الوطنية لمشايخ وأعيان ليبيا – مكتب أجدابيا، إن واقع المرأة الليبية على الصعيد الاجتماعي لا يزال يواجه تحديات كبيرة، أبرزها العنف الأسري، سواء كان لفظيًا أو جسديًا، وهو ما يعود إلى ضعف الوعي بالحقوق القانونية للمرأة.
وأضافت شويقي: “رسالتي للمرأة الليبية هي أن تتحرر من الخوف، فالحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع، ويجب عليها أن تكون قوية ومطالبة بحقوقها دون تردد”.
كما أكدت على أهمية دور المرأة في المصالحة الوطنية، قائلة: “المرأة هي الركيزة الأساسية للأسرة، وإذا كانت قوية ومؤثرة في محيطها، فإنها ستكون قادرة على المساهمة في تحقيق الاستقرار الوطني”.
التحديات في المناطق الجنوبية: غياب الدعم للمشاريع النسائية
أما في المناطق الجنوبية، فتواجه النساء تحديات إضافية تتعلق بضعف البنية التحتية وغياب المراكز التدريبية والدعم للمشاريع الصغرى، وفق ما أوضحته كلثوم نسامو جبريل، رئيس قسم شؤون المرأة بمكتب شباب غات بمجلس طوارق ليبيا.
وفي حديثها لصحيفة الأنباء الليبية”، قالت جبريل: “أبرز التحديات التي تواجه المرأة في غات هي عدم وجود مراكز تدريبية تؤهلها لدخول سوق العمل، إضافة إلى غياب الجهات الداعمة للمشاريع الصغرى، رغم وجود أفكار كثيرة لمشاريع نسائية تسهم في تطوير الاقتصاد المحلي”.
وفي رسالة وجهتها إلى النساء في اليوم العالمي للمرأة، قالت: “تحية لكل امرأة تناضل، تحب، تصنع الفرق، وتبني المستقبل. أنتِ القوة التي تحرك العالم، والنور الذي يضيء الدروب. كوني فخورة بنفسك، لا تخافي من تحقيق أحلامك، ولا تسمحي لأي شيء أن يحد من طموحك. أنتِ قادرة، أنتِ ملهمة، وأنتِ تستحقين كل التقدير والاحترام”.
وأضافت: “استمري في الإبداع والكفاح، وكوني صوتًا لمن لا صوت له، فالعالم بحاجة إليكِ، كما أنكِ بحاجة إلى أن تؤمني بقدراتك دائمًا. كل عام وأنتِ أقوى، وأجمل بعزيمتك وروحك القوية”.
نحو مستقبل أكثر إنصافًا للمرأة الليبية
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تتجدد المطالبات بضرورة تعزيز حقوق المرأة، وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا، وحمايتها من كافة أشكال العنف والتمييز.
وعلى الرغم من العقبات، فإن المرأة الليبية مستمرة في النضال من أجل تحقيق مستقبل أكثر إنصافًا، حيث تعمل العديد من المؤسسات والمبادرات على خلق بيئة داعمة تتيح لها تحقيق ذاتها والمساهمة في بناء مجتمع أكثر توازنًا وتقدمًا. (الأنباء الليبية) ص و
متابعة: أحلام الجبالي

#ليبيا #بنغازي #محلي #صحيفة_الأنباء_الليبية

عن وجه افريقيا