تستضيف واشنطن، الثلاثاء، وعلى مدار 3 أيام زعماء القارة السمراء، لحضور قمة تركز على عدة قضايا سياسية واقتصادية، تستهدف الإدارة الأميركية من خلالها ترميم وتنشيط العلاقات مع إفريقيا واللحاق بركب القوى الدولية الصاعدة والمؤثرة في الساحة الإفريقية.
ووفق وكالة أسوشيتد برس فإن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تهدف إلى “تضييق فجوة الثقة مع إفريقيا، التي اتسعت على مدى سنوات بسبب حالة الإحباط من التزام الولايات المتحدة تجاه القارة”.
وستركز القمة وفق محللين على تعزيز الشراكة ودفع الأولويات المشتركة بين الجانبين ومواجهة نفوذ روسيا والصين في إفريقيا، إضافة إلى العديد من الملفات أبرزها تغير المناخ وتداعيات جائحة كورونا وحرب أوكرانيا من أمن غذائي وطاقة.
من هم المدعوون للقمة؟
– وجّه الرئيس بايدن دعوة لرؤساء 49 دولة إفريقية إلى جانب رئيس الاتحاد الافريقي ماكي سال.
– دعت الولايات المتحدة كل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والتي تقيم “علاقات جيدة” معه باستثناء بوركينا فاسو وغينيا ومالي وإريتريا.
– من بين القادة المنتظر حضورهم رئيسا مصر عبد الفتاح السيسي وتونس قيس سعيّد ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وكذلك رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية، كما سيحضر رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نجويما مباسوغو، رغم أنه لم تكد تمر أيام على وصف واشنطن إعادة انتخابه بـ”المهزلة”.
– الغائب الوحيد البارز سيكون رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا.
أهمية القمة؟
تشكل القمة مناسبة للإعلان عن استثمارات أميركية جديدة، وبحث الأمن الغذائي الذي تراجع مع الحرب في أوكرانيا، إضافة إلى التغير المناخي، لكن ستناقش أيضا جوانب أخرى كالديمقراطية والحوكمة.
بخلاف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي لم يبد اهتماما بإفريقيا ولم يزرها مطلقا، فإن بايدن، يريد إعادة القارة السمراء إلى قلب الدبلوماسية العالمية.
يمكن أن تدعم القمة، بحسب مستشار رئاسي أميركي، فكرة حصول إفريقيا على مقعد في مجلس الأمن الدولي والتي قال إن بايدن يؤيدها، كما سيدعو بايدن أيضا إلى أن يتم تمثيل الاتحاد الإفريقي رسميا في مجموعة العشرين.
جاد ديفيرمونت، مسؤول إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي قال: “هذا العقد سيكون حاسما، وستحدد السنوات المقبلة الطريقة التي سيعاد بها تنظيم العالم، وإدارة بايدن تؤمن بقوة أن إفريقيا سيكون لديها صوت حاسم”.
الدبلوماسية البارزة مولي بي من وزارة الخارجية تتوقع “مناقشة قوية” حول قانون البرمجة بشأن “النمو في إفريقيا”، الذي تم إقراره في عام 2000، وربط رفع الرسوم الجمركية بالتقدم الديمقراطي، والذي ينتهي العمل به في عام 2025.
مفيمبا بيزو ديزوليلي رئيس برنامج إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن اعتبر أن: “القمة تقدم فرصا فعلية لكن أيضا بعض المخاطر، لكن السؤال سيكون معرفة ما إذا كانت الأمور ستتغير فعلا”.
5 ملفات بارزة
المحلل السياسي الأميركي أندرو بويفيلد قال: القمة هي الثانية من نوعها منذ أول قمة في 2014 إبان عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، تحاول من خلالها إدارة بايدن كسر حدة التغيرات الجيواستراتيجية واستعادة مكانتها في القارة السمراء في ظل صعود قوى أخرى خاصة بعد فترة الرئيس السابق دونالد ترامب الذي لم يبد أي اهتمام بإفريقيا ورفع شعار “أميركا أولا”.
الإدارة الأميركية تحاول إعادة تنشيط العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع القارة في مواجهة منافسة قوية مع الصين وروسيا.
استراتيجية إدارة بايدن الجديدة تجاه منطقة إفريقيا حذرت من التمدد الصيني والروسي في دول القارة السمراء وجنوب الصحراء وأكدت ضرورة إصلاح شامل للسياسة الأميركية بالمنطقة.
حرب أوكرانيا أظهرت الفجوة الكبيرة بين الإدارة الأميركية والدول الإفريقية حيث شعرت واشنطن بخيبة أمل بعد رفض معظم دول القارة إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
روسيا عملت خلال السنوات الماضية على تعزيز تواجدها في إفريقيا عبر دعم المجالس العسكرية، في المقابل فرضت أوروبا وأميركا عقوبات على قادتها.
ستشمل القمة اجتماعات عامة ستتناول تعزيز العلاقات وسبل مواجهة تداعيات جائحة كورونا وحرب أوكرانيا وأخرى ثنائية تتناول العلاقات الثنائية والأزمات التي تواجهها بلدان القارة الإفريقية كالإرهاب والأوضاع الاقتصادية. إنها فرصة للإشارة لقادة إفريقيا بأن الولايات المتحدة تستمع فعليا لهم.
يمكن أن تعمل واشنطن على احتواء نفوذ الصين ولكن لن تستطيع أن تكون بديلة لأكبر دائن للدول الفقيرة.