أبو الغيط: أثق في أن القمة الغد ستمثل رسالة دعم للفلسطينيين واللبنانيين.. دعم لصمود الفلسطينيين البطولي على الأرض.. ودعم لحقوقهم التي لا يُمكن لأحد أن يُفرط فيها أو يتنازل عنها.. لا بديل عن حل الدولتين.. ولن تكون الدولة الفلسطينية إلا بالضفة وغزة معاً.. غزة كاملة غير منقوصة.. دولة على حدود 67 وعاصمتهاالقدس الشرقية….
من كلمة أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فــــي الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض 10 نوفمبر 2024
للإطلاع على النص الكامل للكلمة:
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالشكر لصاحبالسمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود علىحسن الإعداد والاستقبال وكرم الضيافة الذي أحاطتنا بهالمملكة العربية السعودية منذ وصولنا، مُتمنياً لأعمالالقمة كل النجاح والتوفيق بإذن الله.
السيدات والسادة،
نتطلع جميعاً لقمة الغد بأن توصل صوت العالمينالعربي والإسلامي، واضحاً وعالياً… بعد عام وأكثر منالقتل العشوائي الذي مارسته إسرائيل.. عام وأكثر منالانتقام والعقاب الجماعي الأهوج، بلا أي خطة سوىالتدمير… بعد عام من الصمت العاجز أو المناشداتالخجولة… لم يعد السكوت على هذه المقتلة ممكناً.
مأساة غزة ستحتاج سنوات، إن لم تكن عقوداً، للتعافي منها… واليوم توسعت دائرة النار إلى بلدعربي آخر، مثقل بأزماته هو لبنان.. مع تزايد التهديدبإشعال انفجار شامل في المنطقة بسبب المواجهاتالإقليمية.
لقد سعت لجنة الاتصال الوزارية العربية الإسلامية، برئاسة السعودية، عبر عام كامل لطرق كل باب.. وارتيادكل سبيل ممكن لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشمعلى أهلنا في غزة… وعبر هذا العام، تبدلت مواقف قوىدولية كثيرة، استسلمت في مبدأ الأمر لمنطق إسرائيل.. حتى رأت الاحتلال يُسفر عن وجه بالغ الدموية، فأدركت–بعد فوات الأوان– المخطط الحقيقي بالقضاء علىفلسطين.. مخطط التطهير العرقي والتهجير الذييتزعمه اليمين الإسرائيلي… والذي يأبى إلا أن يكشفكل يوم عن وجه أكثر قُبحاً، وها هي آخر قرارته –الباطلةقانوناً والساقطة أخلاقياً- بحظر الأونروا تكشف عنعمق مخطط تقويض كل ما يمت لقضية فلسطين بصلة.
واليوم.. تسعى القمة لأن تحمل للعالم كله رسالةواضحة بأن الموقف لم يعد يحتمل السكوت.. وأنالصمت على هذه المذابح اشتراكٌ في الجريمة… وأن كلالضغوط التي بُذلت على الاحتلال لوقف آلة الحرب لمتكن كافية.. وأن العالم لن يتحمل هذه الحرائق التييشعلها قادة إسرائيل في المنطقة تحقيقا لأغراضهمالسياسية الداخلية.
أثق في أن القمة غداً ستمثل رسالة دعم للفلسطينيينواللبنانيين.. دعم لصمود الفلسطينيين البطولي علىالأرض.. ودعم لحقوقهم التي لا يُمكن لأحد أن يُفرطفيها أو يتنازل عنها.. لا بديل عن حل الدولتين.. ولنتكون الدولة الفلسطينية إلا بالضفة وغزة معاً.. غزةكاملة غير منقوصة.. دولة على حدود 67، وعاصمتهاالقدس الشرقية.
وهي رسالة أيضاً للعالم بأن وقف الحرب، في غزةولبنان، صار واجباً إنسانياً على كل أصحاب الضمير.. وأيضاً ضرورة أمنية واستراتيجية حتى لا تنزلق المنطقةبأسرها إلى مصير مجهول. أتمنى لأعمال اجتماعناولقمة الغد كل النجاح والتوفيق.