الصين: عملاق الشرق يصنع مستقبلاً يغير العالم في قلب آسيا

سحر رجب 

في قلب آسيا، تتراءى الصين كقوة اقتصادية وسياسية هائلة، تجمع بين تراث ألفي وطموحات حديثة.

مع سكان يفوق عددهم 1.4 مليار نسمة، تمثل الصين الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان عالمياً، وهي الثانية من حيث المساحة بعد روسيا.

عاصمتها بكين، بينما شنغهاي وغوانزو يشكلان مراكز تجارية نابضة بالحياة.

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 تحت قيادة ماو تسي تونغ، شهدت البلاد تحولات جذرية، خاصة مع إصلاحات دينغ شياو بينغ في السبعينيات التي فتحت أبواب الاقتصاد للعالم.

الاقتصاد: محرك النمو العالمي

يُعد الاقتصاد الصيني الأكبر في العالم من حيث القوة الشرائية، مساهماً بنسبة تزيد عن 18% من الناتج العالمي.

في عام 2023، بلغ الناتج المحلي الإجمالي حوالي 17.7 تريليون دولار أمريكي، مدعوماً بصناعات التصنيع والتكنولوجيا.

شركات عملاقة مثل هواوي وعلي بابا وتينسنت تُسيطر على أسواق الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية.

كما يعتمد الاقتصاد على مبادرة “حزام واحد طريق واحد”، التي تربط الصين بأكثر من 140 دولة عبر مشاريع بنية تحتية هائلة، مما يعزز نفوذها الاقتصادي في آسيا وأفريقيا وأوروبا.

ومع ذلك، تواجه الصين تحديات مثل تباطؤ النمو بسبب الشيخوخة السكانية والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

السياسة: نظام مركزي قوي

يحكم حزب الشيوعي الصيني، الذي يضم أكثر من 98 مليون عضو، كل جوانب الحياة السياسية.

الرئيس شي جين بينغ، الذي تولى السلطة عام 2012، يُعتبر الزعيم الأقوى منذ عقود، مع تركيزه على “الحلم الصيني” الذي يجمع بين الازدهار والقوة العسكرية.

النظام السياسي مركزي

يعتمد على لجان شعبية ومجلس الدولة، لكنه يواجه انتقادات دولية بشأن حقوق الإنسان، خاصة في إقليم شينجيانغ وهونغ كونغ.

على الصعيد الدولي

تسعى الصين لتعزيز دورها في الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون، مع التركيز على الدبلوماسية الاقتصادية بدلاً من التدخلات العسكرية.

الثقافة والمجتمع: مزيج من القديم والحديث

تُعد الصين مهد حضارات قديمة، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام، مع إرث يشمل سور الصين العظيم، والجيش التراكوتا، والفلسفة الكونفوشيوسية.

اليوم، يعيش الصينيون في مدن حديثة مزدحمة، مع انتشار التطبيقات مثل وي تشات للتواصل اليومي.

اللغة الرسمية

هي الماندرين، ويحتفل الشعب بأعياد تقليدية مثل عيد الربيع. أما في المجتمع، فإن التركيز على التعليم والابتكار ينتج ملايين الخريجين سنوياً، بينما يعاني من مشكلات مثل التلوث البيئي والفجوة بين الريف والمدن.

التحديات والآفاق: نحو قوة عظمى

رغم إنجازاتها، تواجه الصين ضغوطاً بيئية من التغير المناخي، وتوترات جيوسياسية حول بحر الصين الجنوبي وتايوان.

ومع ذلك، تهدف خطط “صنع في الصين 2025” إلى جعلها رائدة في التكنولوجيا المتقدمة. في النهاية، تمثل الصين نموذجاً للنمو السريع الذي يُلهم العالم، لكنه يذكرنا بتوازن التقدم مع الاستدامة.

 

عن وجه افريقيا