سحر رجب
كان وصف السفير التركي في مصر صالح موطلو شن الاحتفال بالعيد بأنه “احتفال شابه الحزن” معبرا عن تردي الأوضاع الإنسانية في غزة على أثر العداون الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ ثمانية أشهر، ومع ذلك جاءت الاحتفالية التي أقيمت أمس بمقر إقامته في مدينة الجيزة المطلة على نهر النيل في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك حيث استقبل مئات من العائلات الفلسطينية المتواجدة في مصر، لتخفف من الهموم والمعاناة عن كاهل الفلسطنيين الفارين من لهيب المعارك في غزة.
ولم يكن تنظيم الحفل غريبا علي الدور الإنساني الهام الذي يقوم به السفير التركي بمشاركة فرحة أكثر من 1500 فلسطيني من مختلف الأعمار، ولكنه بهذه اللفتة الإنسانية الموفقة في توقيتها استطاع سفير تركيا في أن يعيد البسمة والفرحة علي وجوه الكبير قبل الصغير، فاستقبال السفارة التركية لهذه الأسر بكل حفاوة وترحاب استطاع أن يرسم الفرحة والسرور على شفاه مئات الأطفال والنساء والشباب بفرحة مؤقتة هذه الفرحة التي سلبت من هذه الأسر المكلوبة منذ إندلاع العدوان الإسرائيلي علي قطاعهم قطاع غزة منذ عدة أشهر، وأن يجبر خواطر أهالينا النازحين من هول العدوان الإسرائيلي على أراضيهم.
ومنذ أن أعلنت مصر وتركيا رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلي مستوى السفراء في فاتحة عهد جديد من العلاقات التركية المصرية التي أنهت عشرة أعوام من القطيعة، وإعلان وزارة الخارجية التركية تعيين السفير موطلو شين سفيرا لدى القاهرة، لم تتوقف سلسلة الانجازات التي استطاع أن يقدمها في هذا التوقيت القصير، وبدأ يعرف في الأوساط الصحفية والإعلامية المصرية بأنه “دينامو العمل الدبلوماسي في مصر”، فقدم السفيرالنشيط المحبوب لدى كل من تعامل معه جهودا غير عادية سواء كانت مادية أو معنوية لجعل اسم دولته حديث الأوساط المختلفة في القاهرة.
وشارك السفير في كثيرمن الفعاليات الهامة التي تتعلق بعمله الدبلوماسي فضلا عن تفاعله مع الكثير من المناسبات ذات الطابع الاقتصادي مثل دعم الصناعة التركية في مصر وإبراز دورها في توفير فرص عمل جديدة وتحقيق التنمية الاقتصادية، وامتد نشاط السفير إلى المجال السياحي بزيارة الفنادق التركية والمشاركة الفعالة في المؤتمرات السياحية، ولم تقف مجالات عمل السفير عند ذلك الحد بل أنه يشارك في دعم الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وأخيرا تجلي أمس الجانب الإنساني الذي ظهر جليا في احتفال العيد باستقباله أكثر من 1500 أسرة فلسطينية متواجدة في ربوع المحروسة.
وجاء برنامج الاحتفال السفارة بإلقاء كلمة السفيرعيد بها علي العائلات الفلسطينية، وتمني وقف العدوان علي بلادهم، وتم تقديم وجبات ساخنة للحاضرين بالإضافة إلي توزيع شنط تحتوي علي عدد من الحبوب الجافة التي تسمى في مصر بـ”شنط رمضان”، كما قامت بتوزيع شنط تحتوي علي لحوم الأضاحي، بعد أن قامت السفارة بالتعاون مع عدد من منظمات المجتمع المدني التركي بذبح 9 أضاحي للمساهمة في توزيعها علي الأسرة الفلسطينية في مصر، بالإضافة إلي تقديم اللعب والهديا للأطفال، وكانت المفاجأة للأسر الفلسطينية هي توزيع عيدية مالية لكل أسرة كانت متواجدة في الاحتفال، ووهكذا فقد ساهم برنامج الاحتفال بشكل كبير في تخفيف معاناة الفلسطينين في إدخال السرور عليهم في هذه المناسبة التي يعتز بها كل مسلم، وبهذا الاحتفال ساهم في رفع جزء من المعاناة لهم في هذه الأيام المباركة، حيث يعد توزيع الأضاحي من شعائرالإسلام، وسنة من سنن الرسول صل الله عليه وسلم، ومن يفعلها يتقرب بها إلي الله ويضاعف له الأجر والثواب.