أخبار عاجلة

التمور والعسل: رسالة حضارية عربية من القاهرة إلى مسقط في الدورة الثالثة للمعرض الدولي

سحر رجب

تحت مظلة التعاون العربي المشترك، ألقى الدكتور أشرف الفار، الأمين العام للاتحاد العربي للتمور، كلمة مؤثرة خلال المؤتمر الصحفي الذي استضافته سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة، بالتعاون مع شركة أساس مسقط، للإعلان عن الدورة الثالثة للمعرض الدولي للتمور والعسل.

الحدث، الذي شهد حضور نخبة من المسؤولين والمهتمين، عكس التزامًا قويًا بتعزيز القطاع الزراعي العربي وترسيخ مكانة التمور والعسل كرموز حضارية واقتصادية.

افتتح الدكتور الفار كلمته بحمد الله على نعمة التمر والعسل، اللذين وصفهما بأنهما “غذاء وشفاء للناس”، مستلهمًا الآيات القرآنية التي تؤكد مكانتهما الرفيعة.

ووجّه شكره العميق للسفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان، واصفًا إياه بـ”الشخصية العربية الفذة” التي تقود دبلوماسية مشرقة تعكس أصالة عُمان وجهودها في الترويج لمنتجاتها الأصيلة.

كما أشاد بالدور الريادي لشركة أساس مسقط في تنظيم هذا الحدث الاستثنائي.

رؤية متكاملة للتعاون والتنمية

ركز الأمين العام في كلمته على أربعة محاور رئيسية، بدأها بتأكيد عمق التلاحم بين الشعبين المصري والعُماني، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطان هيثم بن طارق.

وأوضح أن المؤتمر يمثل منصة لتعزيز الأخوة العربية وفتح آفاق جديدة للشراكة في مجالي التمور والعسل، بما يخدم التنمية المشتركة.

في المحور الثاني، استشهد الدكتور الفار بالنصوص القرآنية التي تُبرز قيمة التمر والعسل كغذاء ودواء، مشيرًا إلى قوله تعالى: “وهزي إليك بجذع النخلة تُساقط عليك رطبًا جنيًا”، وقوله عن العسل: “فيه شفاء للناس”.

وأكد أن هذه النصوص تعزز البعد الحضاري والإنساني لهذين المنتجين، اللذين يمثلان رمزًا للعطاء الإلهي.

وفي المحور الثالث، سلّط الضوء على مكانة التمور العُمانية كجزء أصيل من الثقافة والمجتمع، ورمز للكرم والأصالة.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان تحتل المرتبة الثامنة عالميًا والثانية خليجيًا في إنتاج التمور، ما يعكس خبرتها العريقة في زراعة النخيل وصناعة التمور، مدعومة ببيئة زراعية فريدة.

أما المحور الرابع، فتناول مدينة نزوى العُمانية كمركز حضاري واقتصادي، حيث تضم نخيلاً من أجود الأنواع وأكبر مصانع التمور في الشرق الأوسط.

وأكد أن نزوة ليست مجرد مدينة غنية بالنخيل، بل رمز للتكامل بين الأصالة والحداثة، ومؤهلة لتكون إحدى العواصم العربية الرائدة في هذا المجال.

كما أبرز جهود الاتحاد العربي للتمور، بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية العُمانية، لتطوير هذا القطاع ونقل الخبرات إلى العواصم العربية الأخرى.

رسالة حضارية وتنموية

أكد الدكتور الفار أن المعرض ليس مجرد حدث تجاري، بل “رسالة حضارية وصحية” تهدف إلى إبراز القيمة الكبرى للتمور والعسل، وتعزيز التعاون العربي والدولي لدعم التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن هذا الحدث يعكس التزام الاتحاد بتطوير الصناعات الزراعية، وتسليط الضوء على الدور الاقتصادي والاجتماعي لهذين المنتجين في خدمة الإنسان والمجتمع.

واختتم كلمته بتمنياته بالنجاح للمعرض في دورته القادمة بمسقط، معربًا عن أمله في أن يكون محطة جديدة لتعزيز التعاون العربي، وخدمة الحاضر وصون المستقبل.

وأضاف: “نعمل جاهدين لجعل نزوى نموذجًا يُحتذى به، ونقل خبراتنا إلى كافة العواصم العربية”.

دعوة للتكامل العربي

يأتي هذا المؤتمر كجزء من سلسلة جهود عُمانية ومصرية لتعزيز الشراكات العربية في قطاع التمور والعسل، مما يعكس رؤية مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة.

ومع استضافة مسقط للدورة القادمة، يتوقع أن يشهد المعرض مشاركة واسعة من الدول العربية والعالمية، ليواصل دوره كمنصة اقتصادية وحضارية رائدة.

عن وجه افريقيا