أخبار عاجلة

التعاون الإفريقي–اللاتيني… شراكة ترسم ملامح المستقبل في مكتبة الإسكندرية

سحر رجب

اختتم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية بقطاع البحوث بمكتبة الإسكندرية ومؤسسة أميرة حسن محاسبون ومراجعون قانونيون، وجمعية المترجمين واللغويين المصريين فعاليات مؤتمر “التعاون الإفريقي اللاتيني… شراكة لبناء المستقبل”، الذي انعقد  على مدار يومين بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي في القرية الذكية، جامعًا نخبة من الباحثين والخبراء لمناقشة التحديات المشتركة وآفاق التعاون بين القارتين.

الأمن العالمي في مواجهة الإرهاب… رؤية من أفريقيا وأمريكا اللاتينية

استهل اليوم الثاني بجلسة بعنوان “التحديات الأمنية الراهنة والحلول الممكنة”، قُدمت خلالها أوراق بحثية لعدد من المتخصصين؛ حيث تناول ماهر فرغلي حواضن الإرهاب في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وتأثيرها على الأمن العالمي، فيما ناقشت الدكتورة غزلان محمود ملف الأمن البحري وشبكات الجريمة المنظمة في جنوب الأطلسي، وتناول فاروق أبو ضيف أثر التغيرات المناخية على تنامي الإرهاب في أفريقيا.

وقد علّق اللواء طيار دكتور هشام الحلبي على الطروحات المقدمة، مشيرًا إلى أن الحرب التقليدية باتت مكلفة بشكل يجعل بعض الدول تلجأ لاستخدام الجماعات الإرهابية كأداة لتحقيق مصالحها. بينما شددت الدكتورة إيمان رجب على ضرورة اتخاذ خطوات أكثر جدية للحد من الإرهاب العابر بين القارتين.

زايد: استعمار جديد يتشكل… والتنمية في الجنوب تمر عبر “رقابة الشمال”

وفي الجلسة الثانية، أكد الأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الدول الغنية ما تزال تمسك بخيوط صياغة المنظومات الاقتصادية العالمية، بما يجعل دول الجنوب تتحرك داخل نطاق مراقَب.

واعتبر أن الاستعمار الناعم هو الشكل الجديد للقوة، متسائلًا عن مستقبل هذه الصيغة ومدى تأثيرها على سيادة الدول النامية.

حملت الجلسة عنوان “التشابكات الاجتماعية والثقافية والتعليم”، وأدارها الدكتورة الشيماء الدمرداش، وناقشت عدة أوراق حول:
دور الأزهر في نشر ثقافة السلام (د. حمادة إسماعيل)
الإعلام والصورة الذهنية المتبادلة (شريف ربيع)
الفقر واستراتيجيات الحماية الاجتماعية في موريتانيا (ياسمين كمال)
الإعلام الرقمي وصناعة الصورة الذهنية بين القارتين (د. أحمد سعيد)

وأشاد زايد بالأبحاث، لافتًا إلى دور المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف، ومشددًا على أن الفقر لا يُعالج إلا بالانتقال الطبقي الاجتماعي من خلال سياسات حكومية، ومجتمع مدني فاعل، ومبادرات قومية.

كما أوصت الدكتورة منى الحديدي بتعزيز البنية التحتية المشتركة لمواجهة التحديات، وإنشاء شبكة إعلامية إفريقية–لاتينية، وتطوير بنية اقتصادية رقمية في المناطق النائية.

ثمانية عوامل تدفع نحو تعاون تنموي أقوى بين الجنوب والجنوب

وفي الجلسة الختامية، عرض الدكتور سامح فوزي ثمانية عوامل تؤكد أهمية التعاون بين أفريقيا وأمريكا اللاتينية، من أبرزها:
أن تدفق التجارة والتكنولوجيا بين دول الجنوب أكثر فاعلية من تدفقها مع دول الشمال.

استمرار تأثير نظريات التنمية التقليدية حتى اليوم.
العولمة تتراجع، والدول النامية تواجه تحديات دون دعم عالمي كافٍ.

الخلاف المستمر حول الحد من الوقود الأحفوري.

تزايد الروابط المشتركة بين دول الجنوب.

ارتفاع مؤشرات التعاون الإقليمي والدولي بين دول الجنوب.

نماذج نجاح آسيوية خارج الإطار التقليدي للتنمية.

عدم إمكانية فصل التنمية المستدامة عن التجارة الدولية.
وأكد فوزي أن هذه العوامل تجعل التعاون الإفريقي–اللاتيني ضرورة استراتيجية وليست خيارًا، في ظل عالم يشهد تحولات عميقة وتنافسًا متزايدًا بين القوى الدولية.

 شراكات جديدة لعالم متغير

اختُتم المؤتمر بإجماع المشاركين على أن التحديات المشتركة التي تواجه أفريقيا وأمريكا اللاتينية—من الإرهاب، إلى العولمة المتعثرة، إلى الفقر—تتطلب بناء تحالفات جنوب–جنوب أقوى، تستند إلى المعرفة، والبنية التحتية، والإعلام، والاقتصاد الرقمي.

وخرج المؤتمر برؤية واضحة مفادها أن المستقبل لن يُبنى إلا عبر شراكات قائمة على الندية والتكامل، بعيدًا عن الهيمنة، وقادرة على تقديم نموذج تنموي جديد للعالم.

عن وجه افريقيا