وجدي عبد العزيز
استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم بمكتبه، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق. وتطرق اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصل البلاد اليوم في زيارة رسمية إستغرقت يوما واحدا.
وأعرب مجلس السيادة السوداني في بيان بعد استقبال وزير الخارجية الإسرائيلية إيلي كوهين، عن استعداده بلاده للانضمام رسميًا إلى اتفاقات إبراهيم، مشيرا إلى أنه سيعمل على “إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين البلدين في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية”
وحث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الإستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطينى، كما تناول اللقاء أيضا الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم.
وكان السودان وافق على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أغسطس 2020، في إطار صفقة توسطت فيها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وشهدت أيضاً إلغاء الولايات المتحدة لإدراج الخرطوم في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأشار بيان مشترك من الدول الثلاث (الولايات المتحدة والسودان وإسرائيل) آنذاك، إلى أنه تم الاتفاق على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئياً على الزراعة.
لكن الخرطوم تأخرت نسبياً في تعزيز علاقاتها مع تل أبيب مقارنة بالدول الأخرى التي شاركت في “اتفاقات أبراهام” للسلام مع إسرائيل، وذلك على خلفية الاضطرابات الداخلية التي تشهدها البلاد.
في غضون ذلك، تبادل البلدان زيارات سرية خلال السنتين الأخيرتين، إذ زار وفد عسكري سوداني إسرائيل، في أبريل الماضي، في زيارة سرية لبحث التعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
وفي فبراير 2022، كشفت مصادر عسكرية عن زيارة مبعوث سوداني من قبل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان لإسرائيل، حيث التقى بمسؤولين بوزارة الخارجية الإسرائيلية وقادة الاستخبارات لبحث القضايا الثنائية والتعاون العسكري والأمني بين البلدين.
وأعلنت من جانبها إسرائيل أن وزير خارجيتها إيلي كوهين أجرى زيارة دبلوماسية “تاريخية” إلى الخرطوم، الخميس، على طريق توقيع اتفاق سلام بين البلدين في واشنطن.
وأفاد بيان الخارجية الإسرائيلية أن كوهين التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، وأوضح البيان أن الزيارة تهدف إلى “توقيع اتفاق سلام مع السودان في وقت لاحق من هذا العام”.
وتابع: “خلال الزيارة التي تمت بموافقة الولايات المتحدة، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق، ومن المتوقع أن يتم حفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد”.
وأضاف البيان الإسرائيلي أن كوهين رافقه في رحلة الخرطوم مدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، ونائب مدير عام وزارة الخارجية رئيس قسم إفريقيا شارون بار لي، ورئيس وكالة ماشاف إسرائيل للتعاون الإنمائي الدولي في وزارة الخارجية إينات شلين، والمستشار القانوني لوزارة الخارجية تال بيكر.
و”خلال المناقشات تحدث كوهين عن رغبة إسرائيل في المساعدة في جهود التنمية في السودان لصالح الشعب السوداني، في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها”.
وتابع البيان: “قدم وزير الخارجية لمضيفيه برنامج مساعدات للسودان، الذي سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام”.
وصرح كوهين بأن زيارة السودان ترسي الأسس لاتفاق سلام تاريخي مع دولة عربية وإسلامية إستراتيجية، واتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستعزز الاستقرار الإقليمي وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل”.
وأن توقيع اتفاقية السلام سيكون بمثابة فرصة لإقامة علاقات مع دول أخرى في إفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات القائمة مع الدول الإفريقية.
واعتبر كوهين أن علاقة الدول الإفريقية بإسرائيل تعتبر مصلحة مشتركة لنا ولبلدان القارة. كانت إسرائيل لسنوات عديدة شريكا مهما في عمليات التنمية في هذه البلدان وفي التعامل مع عواقب تغير المناخ والتحديات الاقتصادية في إفريقيا.