أخبار عاجلة

افتتاح ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي (دورة كوكب الشرق أم كلثوم)

سحر رجب

أقيم أمس السبت الموافق بمقر متحف الحضارة القومي حفل افتتاح الدورة السابعة لملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي (دورة كوكب الشرق أم كلثوم) بحضور الدكتور حسام بدراوي رئيس الهيئة العليا وراعي الملتقي، و عمرو قابيل رئيس الملتقي، والدكتورة سمر سعيد نائبة الرئيس، والعديد من الفنانين والشخصيات البارزة من مصر ومختلف الدول.

بدأ الحفل بالسلام الجمهوري ثم فقرة فنية عن أم كلثوم تلاه عرض لتسجيل وثائقي لأبرز ما جاء في الملتقيات السابقة من أحداث وكلمات رنانة، ثم قدم كلمة الافتتاح الأستاذ عمر قابيل ثم أعقبه الدكتور حسام بدراوي بكلمة نصها كالتالي: –
السيدات والسادة الحضور ضيوف مصر من كل مكان
أسعد الله مساءكم
أرحب بكم في افتتاح الدورة السابعة من هذا الحلم النبيل، الذي يصر على السير قدما محققا نجاحات ثقافية وفنية وسياحية واجتماعية كبيرة، تضيف إلى الثقافة وإلى الفن المصري ما يستحقه من ريادة دائمة مستحقة..
إنه ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، الذي يثبت يوما بعد يوم أحقية شباب مصر في حمل مشاعل التنوير والفكر وقدرتهم على قيادة سفينة الابداع في هذا الوطن..
فأهمية المسرح الجامعي تأتي من التأثير المذهل للفنون في بناء الشخصية المتكاملة للطالب الجامعي، ليصبح مواطنا سويا، معتزا بذاته، مستنيرا، مبدعا، فخورا ببلاده وتاريخها، شغوفا ببناء مستقبلها، قادرا على الاختلاف، وقابلا للتعددية..
بدأ هذا الكيان الثقافي الشبابي المبدع من مجرد فكرة في عقول أصحابه، فوصل بفضل العزيمة والإرادة والاصرار إلى دورته السابعة..
هو الخيال المدهش.. ذلك الذي جعل الانسان مخلوقا متميزا عن بقية المخلوقات..
فلولا ذلك التغير الجيني في العقل البشري الذي أدخل إليه القدرة على الخيال، ما صنع الإنسان حضارته ولا مارس فضوله في المعرفة والاكتشاف.

تأتي هذه الدورة لتحمل اسم هرما من أهرامات مصر الخالدة.. إنها كوكب الشرق.. وما بالكم بكوكب الشرق.. تلك المرأة الريفية المصرية الأصيلة التي أثبتت أننا لا زلنا في عصر المعجزات.. فهي ليست معجزة فنية فقط بما حباها الله من حنجرة ذهبية، ولكن أيضا معجزة بشرية لامرأة صاحبة دور وطني عظيم سطرت حروفا من نور في تاريخ الوطن.

ولعل وجودنا في هذا المكان العظيم والذي يحتضن تاريخا عظيما لحضارة عظيمة لهو دلالة رائعة وعلامة مدهشة على امتزاج الأمس باليوم.. فقد كان أهم ما يميز الحضارة المصرية القديمة هو اعتمادها على الفنون في توثيق وجودها، فالفن هو الذي حفظ وضمن لهذه الحضارة العظيمة البقاء والخلود.. وأهم ما يميز فكرة الفن هو هذا التلاقي الذ يجمع الشعوب على اختلاف ثقافاتها.

من هنا كانت أهمية ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، الذي جاء ليصبح (لقاءا) جامعا دائم على أرض مصر حيث يلتقي شباب الجامعات من مختلف دول العالم على حب وعشق المسرح.. ليتبادلا ابداعاتهم الممزوجة بشغف ودهشة البدايات لأبو الفنون.

أتمنى أن يستمر هذا الملتقى الهام.. الذي يمثل لي الكثير.. وأن يصبح قبلة لكل شباب العالم.. وتحية لكل الداعمين له سواء من الوزارات الداعمة أو من المجتمع المدني، ولكل السيدات والسادة أعضاء اللجنة العليا المؤمنين بالشباب وبقدرتهم الدائمة على صناعة المستحيل.. وأثمن جهود كل القائمين عليه من اللجان التنظيمية والتنفيذية وأهنئ مجموعة العمل من الشباب الرائع المحب والمتحمس دائما بمنجزهم الابداعي وقدرتهم على الاستمرار رغم كل التحديات.

ثمّ اختتم الدكتور حسام بدراوي كلمته وسط حفاوةٍ وتصفيقٍ كبيرين من الحضور، وصعدت الهيئة العليا برفقته لتكريم نخبةٍ من الشخصيات المتميّزة لهذا العام من الفنانين والمثقفين.

أعقب ذلك حفلُ الافتتاح الذي تضمّن فقراتٍ غنائيةً شيّقة قدّمها مجموعةٌ من الشباب والفتيات، نالت تفاعلاً وتشجيعًا ملحوظَين من الحضور.

لقد أحدث الملتقى صدىً واسعًا في مصر وخارجها، وأضحى حدثًا ثقافيًّا بارزًا يلتفّ حوله الجميع، ويسعى للمشاركة فيه الفنانون من مختلف الدول والثقافات، إلى جانب طلبة الجامعات وكلّ عشّاق المسرح.

ومن الجدير بالذكر أنّ جميع القائمين على التنظيم شعروا منذ اللحظة الأولى بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لإنجاح الملتقى، وعلى رأسهم الأستاذ عمرو قابيل، الذي تولّى متابعة العروض والإشراف على التنسيق والتنظيم، حرصًا منه على أن يظهر الحدث بما يليق بمكانته.

لذا، يتوجّب علينا توجيه الشكر والتقدير إلى جميع القائمين على هذا الحدث لما يبذلونه من جهدٍ مخلصٍ في سبيل إنجاح الملتقى كلّ عام، وندعو الجميع إلى الالتفاف حول هذا الحدث الجميل الذي يعيد إلى المسرح المصري رونقه الراقي الذي يستعيد للمسرح سحره وبهاءه.

عن وجه افريقيا