أفادت التقارير بنزوح ما يقدر بنحو 30 ألف شخص في أعقاب الاشتباكات العنيفة الأخيرة التي شنتها عناصر مسلحة في منطقة بيبور الإدارية الكبرى، وذكر بيان صاد عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) أنه في 24 كانون الأول/ ديسمبر، هاجم شبان مسلحون من ولاية جونقلي مجتمعات محلية في أجزاء من منطقة بيبور الإدارية الكبرى.
وأدى العنف إلى نهب الماشية وتدمير الممتلكات وتشريد آلاف الأشخاص. وقد وصل حوالي 5000 نازح داخليا، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى مدينة بيبور بعد فرارهم من مناطق النزاع في جوموروك وليكونغول.
وفي هذا السياق قالت السيدة سارة بيسولو نيانتي، منسقة الشؤون الإنسانية في جنوب السودان: “لقد عانى الناس بما فيه الكفاية.”
وأكدت في البيان أن “المدنيين – وخاصة أولئك الأكثر ضعفاً بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن وذوو الإعاقة – يتحملون وطأة هذه الأزمة الممتدة.”
دعوة إلى وقف العنف والمساءلة
وأوضح مكتب أوتشا أن المستضعفين في جنوب السودان لا يزالون يعانون من الآثار التراكمية لسنوات من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي وانعدام الأمن الغذائي والصدمات المرتبطة بالمناخ مثل الفيضانات.
وقد أثر الصراع المستمر، بما في ذلك العنف على المستوى دون الوطني، على آلاف الأشخاص في عام 2022، مما أدى إلى حالات نزوح متعددة وفقدان الأرواح وسبل العيش.
وقد أدى ذلك أيضا إلى تفاقم نقاط الضعف المزمنة لدى الناس وتزايد الاحتياجات للمساعدة الإنسانية المنقذة للحياة والحماية.
وقالت السيدة نيانتي: “يجب أن يتوقف العنف”، مشيرة إلى أن الأوساط الإنسانية بأسرها تدعو جميع العناصر المسلحة إلى “الوقف الفوري للأعمال العدائية واحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني”.
وشددت على أن “الإفلات من العقاب هو عامل دائم وسبب جذري للصراع وانعدام الأمن. يجب أن تكون هناك مساءلة.”
السلام شرط أساسي
وبحسب الأوتشا، من المتوقع في عام 2023، أن يحتاج 9.4 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وقد يواجه ما يقدر بنحو 2.8 مليون شخص العنف الجسدي بما في ذلك الاغتصاب وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي وسيحتاجون إلى المساعدة في الحماية.
وقد أثر النزوح المطول على أكثر من 2.2 مليون شخص غير قادرين على العودة إلى ديارهم.
وفي هذا الصدد أعربت السيدة نيانتي عن قلق عميق إزاء التدهور المستمر في الرفاه الجسدي والعقلي للناس، ومستويات المعيشة وآليات التأقلم. وأضافت: “السلام هو الشرط الأساسي للناس لإعادة بناء حياتهم”.
أونميس وشركاؤها يدعون إلى التحقيق
وكانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أونميس، وشركاؤها الدوليون قد أعربوا في بيان صادر أمس عن قلق بالغ إزاء تصاعد العنف المستمر، والخسائر في الأرواح، وتقارير الاستخدام المزعوم للأسلحة الثقيلة في منطقة بيبور الإدارية الكبرى، من قبل شباب مسلحين من ولاية جونقلي.
وقد حثت البعثة الأممية وكل من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (الإيغاد)، والترويكا، والاتحاد الأوروبي، واللجنة المشتركة المعاد تشكيلها للرصد والتقييم (R-JMEC) الأطراف المعنية على الوقف الفوري للأعمال العدائية وممارسة ضبط النفس واحترام حقوق الإنسان.
كما كررت أونميس وشركاؤها الدعوة إلى وقف فوري لهذا العنف غير المبرر الذي يشكل خطرا جسيما على السلام والاستقرار لشعب جنوب السودان.
وطالبت من آلية وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الانتقالية للرصد والتحقق ( CTSAMVM ) التحقيق في العنف وتحث أطراف النزاع على تيسير الوصول إلى كافة المناطق.