قدم مدير عام منظمة الصحة العالمية تحديثا بشأن آخر التطورات حول حالات الطوارئ الصحية الجارية حاليا في العالم، بما في ذلك إيبولا وكوفيد-19 وجدري القردة. كما تطرق إلى الوضع في إقليم تيغراي الإثيوبي.
وبشأن اندلاع الإيبولا في أوغندا، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: “في المجموع، تم حتى الآن تأكيد 60 حالة إصابة و20 حالة محتملة، مع 44 حالة وفاة، وتعافى 25 شخصا”.
وأعرب عن قلقه من أنه قد يكون هناك المزيد من سلاسل الانتقال والمزيد من المخالطين أكثر مما نعرفه في المجتمعات المتضررة، مشيرا إلى أن وزارة الصحة في أوغندا تحقق في آخر ثماني حالات، حيث تشير التقارير الأولية إلى أنهم لم يكونوا من بين المخالطين المعروفين.
بالإضافة إلى ذلك، سافر شخصان مصابان من منطقة موبيندي إلى العاصمة كمبالا طلبا للرعاية، مما زاد من مخاطر انتقال العدوى في تلك المدينة.
وقال إن منظمة الصحة العالمية وشركاءها يواصلون دعم حكومة أوغندا لاحتواء الفاشية ومنع انتشارها في المزيد من المناطق والبلدان.
الكوليرا
أما بشأن الكوليرا، فقال الدكتور تيدروس إن 29 دولة أبلغت عن تفشي المرض هذا العام، بما في ذلك 13 دولة لم يحدث بها أي تفش للمرض خلال العام الماضي.
“الكوليرا خطيرة للغاية ويمكن أن تقتل في غضون يوم واحد، ولكن يمكن الوقاية منها بجرعتين من اللقاحات الفموية الآمنة والفعالة”.
وقال الدكتور تيدروس إن منظمة الصحة العالمية واليونيسف ومنظمة أطباء بلا حدود والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عملت بشكل مشترك منذ عام 2013، على إدارة مخزون عالمي من لقاحات الكوليرا للمساعدة في السيطرة على الأوبئة.
ومع ذلك، فإن الموجة الحالية من الفاشيات تشكل ضغطا غير مسبوق على المخزون.
ونتيجة لذلك، قال الدكتور تيدروس إن الوكالات الأربع قررت تعليق استراتيجية الجرعتين لصالح استراتيجية الجرعة الواحدة بحيث يتلقى المزيد من الأشخاص بعض الحماية.
وقال إن استراتيجية الجرعة الواحدة أثبتت فعاليتها في حالات تفش سابقة، على الرغم من محدودية الأدلة على مدى استمرار الحماية.
وأكد الحاجة إلى خطة- على المدى الطويل- في سبيل توسيع نطاق إنتاج اللقاح كجزء من استراتيجية شاملة لمنع ووقف تفشي الكوليرا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أفضل طريقة لمنع تفشي الكوليرا هي ضمان حصول الناس على المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، وفقا للدكتور تيدروس.
كوفيد-19
في الأسبوع الماضي، اجتمعت لجنة الطوارئ المعنية بجائحة كورونا لمناقشة الوضع العالمي.
وقال الدكتور تيدروس إن اللجنة رأت أن كوفيد-19 لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.
وقد شددت اللجنة على الحاجة إلى تعزيز المراقبة وتوسيع الوصول إلى الاختبارات والعلاجات واللقاحات للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، ودعت جميع البلدان إلى تحديث خطط التأهب والاستجابة الوطنية الخاصة بها.
وقال الدكتور تيدروس إنه ورغم تحسن الوضع العالمي بشكل واضح منذ ظهور الجائحة إلا أن الفيروس يستمر في التحور، ولا يزال هناك العديد من المخاطر وأوجه عدم اليقين.
“لقد فاجأتنا هذه الجائحة من قبل ويمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى”.
حذير من إبادة جماعية في تيغراي
من ناحية أخرى، حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غبرييسوس من أن فرصة منع الإبادة الجماعية في تيغراي ضئيلة للغاية، مشيرا إلى ما وصفه بالاستهداف المتعمد للمدنيين في الإقليم الواقع شمال إثيوبيا.
وذكر بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق من هذا الأسبوع:
“إن الوضع في إثيوبيا يخرج عن نطاق السيطرة. يتمزق النسيج الاجتماعي ويدفع المدنيون ثمنا مروعا. ينبغي أن تتوقف الأعمال العدائية في تيغراي الآن- بما في ذلك انسحاب القوات المسلحة الإريترية من إثيوبيا وفض اشتباكها فورا.”
وقال إن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقى تقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين وتدمير للأعيان المدنية بسبب الغارات الجوية والقصف المدفعي، محذرا من أن “الهجمات أو الهجمات العشوائية التي تستهدف المدنيين أو الأعيان المدنية عمدا ترقى إلى مستوى جرائم الحرب”.
وقال الدكتور تيدروس إنه “لا يوجد وضع آخر على مستوى العالم ظل فيه 6 ملايين شخص تحت الحصار لمدة عامين تقريبا”.
وأشار إلى أن البنوك والوقود والغذاء والكهرباء والرعاية الصحية تستخدم كأسلحة حرب. كما لا يُسمح بالتغطية الإعلامية ويتم تدمير المدنيين في الظلام.
حتى الأشخاص الذين لديهم المال يتضورون جوعا لأنهم لا يستطيعون الوصول إليه، وفقا للمسؤول الأممي، الذي قال إن الأطفال يموتون يوميا بسبب سوء التغذية.
“لا توجد خدمات لمرض السل والإيدز والسكري وارتفاع ضغط الدم وغير ذلك – تلك الأمراض التي يمكن علاجها في مكان آخر، أصبحت الآن تشكل حكما بالإعدام في تيغراي”.
أزمة لا تحظ باهتمام كاف
وأضاف الدكتور تيدروس قائلا: نعم، أنا من تيغراي، ونعم، هذا يؤثر علي شخصيا. أنا لا أتظاهر بأن الأمر ليس كذلك. يتواجد معظم أقاربي- أكثر من 90 في المائة منهم- في المناطق الأكثر تضررا. لكن وظيفتي هي لفت انتباه العالم إلى الأزمات التي تهدد صحة الناس أينما كانوا”.
ووصف الوضع في تيغراي بأنه “أزمة صحية تواجه 6 ملايين شخص، والعالم لا يولي اهتماما كافيا”.
وحث المجتمع الدولي ووسائل الإعلام على إيلاء هذه الأزمة الاهتمام الذي تستحقه.