تتواصل جهود الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) لإيجاد حل سياسي للصراع. وقد أعربت الأطراف الليبية المختلفة عن استعدادها للعمل معه لتحقيق هذه الغاية.
في المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك، قال المتحدث الرسمي، ستيفان دوجاريك، إن الممثل الخاص للأمين العام، السيد عبد الله باتيلي، وصل إلى طرابلس في نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف دوجاريك أن السيد باتيلي التقى خلال الأيام الماضية بقيادة المجلس الرئاسي، رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح. وفي وقت سابق رحبت به وزيرة الخارجية، نجلاء المنقوش، عبر مكالمة هاتفية، نظرا وجودها خارج البلاد.
وقال دوجاريك: “لقد رحب أصحاب المصلحة الليبيون المختلفون بالسيد باتيلي وأعربوا عن استعدادهم للعمل معه لإيجاد حل سياسي للصراع.”
بدوره، نقل باتيلي إلى محاوريه الليبيين أن الأولوية القصوى لبعثة الأمم المتحدة تتركز في تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة، بالاستناد إلى إطار دستوري متين، حيث إن استعادة العملية الانتخابية كفيلة بتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد.
وتابع دوجاريك يقول: “خلال الأسابيع القليلة المقبلة، يعتزم السيد باتيلي التشاور مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة بما في ذلك المجتمع المدني والنساء والشباب في عموم ليبيا.”
لقاءات متعددة وتأكيد على المساعي الحميدة
تضمنت سلسلة من التغريدات على حساب أونسميل على توتير أنشطة السيد عبد الله باتيلي في طرابلس خلال الأيام الماضية. حيث التقى اليوم الثلاثاء برئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، فرحات بن قدارة، وناقشا سبل ووسائل تعزيز استقلالية المؤسسة الوطنية للنفط كمؤسسة سيادية.
وفي 16 تشرين الأول/أكتوبر، استقبل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي وعضو المجلس الرئاسي، السيد عبد الله اللافي، الممثل الخاص الذي شدد على أن حلّ الأزمة الليبية يجب أن يأتي من الليبيين أنفسهم.
وأكد أنه سيتواصل مع جميع المكوّنات الليبية، بما في ذلك النساء والشباب، في جميع أنحاء البلاد للاستماع إلى آرائهم حول إعادة السلام والاستقرار إلى ليبيا.
وناقش مع عقيلة صالح في مدينة القبة في 17 تشرين الأول/أكتوبر، خيارات معالجة الوضع السياسي في البلاد. وأكد الممثل الخاص على أهمية إرساء مسار توافقي للسلام والاستقرار بقيادة ليبية.
وفي طرابلس، أبدى الدبيبة دعم حكومة الوحدة الوطنية لمساعي السيد باتيلي الحميدة. وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الأوضاع الراهنة في ليبيا. وعرض الدبيبة رؤيته لخيارات تعزيز السلام والاستقرار في البلاد.
وأكد عبد الله باتيلي أنه سيتولى قيادة المساعي الحميدة للأمم المتحدة والقيام بجهود الوساطة من أجل التوصل إلى حلّ سلمي ومستدام يقوده الليبيون ويملكون زمامه.
وشدد على التزام الأمم المتحدة بدعمها لليبيا في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة، واحترام إرادة الملايين من الليبيين ممن تسجّلوا للتصويت.