Screenshot

إسماعيل خفاجي يكتب : رغم الأحزان .. مصر ترتدي ثوب الفرح.

تمر الأيام وتتجدد الذكريات وتعيش مصر اليوم أفراح عيد النصر عيد أكتوبر المجيد، وتدور الكاميرا وتستعرض امامي صور الملحمة البطولية ودحر جيش إسرائيل وعبور القناة والضربة الجوية وتحطيم خط بارليف واسر عساف ياجوري قائد سرب الدبابات بيد البطل لواء أركان حرب محمد حمدي الحديدي.

وفي ٦ساعات وبسواعد الأسود التي زلزلت أرض سيناء أصبح جيش العدو فى خبر كان وتحطمت اسطورة الجيش الذى لايقهر، وسطر جنودنا البواسل ملحمة بطولية اعادت لنا الأرض التي احتلها العدو عام ٦٧ ومعها عادت العزة والكرامة.

واليوم ومصر ترتدي ثوبها القشيب ثوب الفرح تعتصر قلوبنا الأحزان على مايجري في غزة ولبنان من مجازر وحشية يندي لها الجبين وصلف وغرور فاق كل الحدود وتجاوز كل الأعراف وتتارية ونازية لنفس الجيش المدعوم بأحدث الأسلحة الأمريكية يقصف المخيمات الفلسطينية ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ويمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في غزة والنازحين إلى جنوب القطاع ويتهم حركة المقاومة حماس بالإرهاب في الوقت الحالي.

ويوسع رقعة الصراع والحرب الي جنوب لبنان وسوريا واليمن ويبحث نتنياهو ابن أمريكا المدلل عن نصر مزعوم للهروب من عقابه كمجرم حرب ينفذمخطط صهيوني اعدوه سلفا لتغيير معالم المنطقة والبحث عن شرق أوسط جديد، وهو حلم من النيل للفرات.

عام مضى وشعب غزة يباد واجتياح للجنوب اللبناني واستهداف المدنيين العزل من السلاح وقصف المنشآت والمستشفيات وقتل الأطفال وخطة حرب يمكن أن نسميها الأرض المحروقة فكل شئ مستباح وسط صمت عربي وعالمي تلعب فيه سياسة المصالح المشتركةالدور الأساسي في غض الطرف لتنفيذ هذا المخطط الصهيوني البغيض، ووسط اغاني أفراح النصر يشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي المدعوم بأحدث الأسلحة الأمريكية ضرباته ومجازره الوحشية.

الوضع بات كارثيا وحالة من الغليان في العالم العربي والإسلامي ولكن بلا جدوى، وحدودنا أصبحت في خطر، ونذر حرب مشئومة تدق الأبواب، ومطلوب موقف عربي شجاع لوقف نزيف الدم العربي المراق ووقف العربدة الصهيونية قبل فوات الأوان، ولكن كيف؟ غزة تحترق  وسيناء يمكن أن تصبح مسرحا للعمليات العسكرية بين فلول المقاومة حماس وإسرائيل خاصة بعد الابعاد والتهجير القسري للمدنيين وتدميركل َماتطوله الأيادي النجسةلجيش الاحتلال الإسرائيلي والوصول الي معبر رفح.

صحيح اننا ملتزمون حتى الآن بضبط النفس وتلعب الدبلوماسية المصرية دورا ولا اروع لوقف الحرب ولكن تضاربت المواقف وحالة من الانقسام تسود العالم، منهم من يساند اسرائيل ويعطيها الضوء الأخضر لإبادة شعب غزة ولبنان، ومنهم من تكبل يديه قيود التطبيع والمعاهدات، ومنهم من يريد أن يكون له نصيب في ثروات العرب، الأكثرية اكتفت بالشجب والاستنكار.

إن ساسة مصر مع السلام وحل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية ولكن تضيع كل الجهود سدي أمام اصرارجيش الاحتلال على محاربة حركة حماس وحزب الله الموالي لإيران التي دخلت الصراع على استحياء بعد قتل نصر الله حليفها وهاشم صفي الدين وبعض من حرسها الثوري.

المشهد غامض وما يجري في الكواليس أشد غموضا، ومصر ستظل حامية العرب والعروبة ولكن لا يوجد انصاف، فمصرلن تتحمل وحدها فاتورة الصراع الدائر، وهناك من يطأطا الراس ويقدم كل المساعدات للكيان الصهيوني والتطبيع مع من في يده تفاصيل اللعبة،
واذلال شعب بأكمله وتجويعه أمام أعينهم ولا يحرقون ساكنا.

يال العار على دول تحمل اسم الإسلام والمسلمين ودينها يهان ومقدساتها تهدم . أما ان الوقت لتوحيد الجهود العربية لردع اسرائيل فلديكم من أوراق الضغط على اعوان صهيون الكثير ومصر وحدها لن تستطيع أن تواجه أمريكا وحلفائها، كما حدث في حرب أكتوبر ٧٣، مصر لن تركع نعم ولكنها أيضا تريد الحفاظ على ماوصلت اليه من تنمية حقيقية ودولة حديثة في السنوات العشر الاخيره.

فلنفرح، ولترتدي مصر ثوب الفرح، ولكن لاننسى ان عدونا ماض في مخططه ويريد النيل من مصر. ومطلوب توخي الحذر ومحاولة الخروج من عنق الزجاجة والغلاء واملاءات صندوق النقد الدولي للخلاص من حالة الحنق الشعبي وزعزعة الاستقرار في جبهتنا الداخلية.

ورسالة اوجهها الي شعب مصر لاتنجرفوا الي الشائعات التي تحبط َمعنويات الغلابة منكم، وراعوا الله فلا احتكار لسلعة ولا مغالاة في الأسعار وليكن هاديكم لتخطي الازمات شعار مصر في حالة حرب تستوجب التكاتف والتكافل فيما بيننا والرجوع الي الله ،ولن نتجاوز مانحن فيه بالكلام وحده، الاغنياء من رجال الأعمال عليهم دور كبير في إعادة التوازن الي الأسواق المصرية، وتسديد ديون مصر حتى يكون القرار في ايدينا، عندها سيكون للاحتفال بالأعياد طعما اخر وترتدي المحروسة ثوب الفرح.

إسماعيل خفاجي
نائب رئيس تحرير الأخبار سابقا.

عن وجه افريقيا