أيمن سلامة يكتب: “الحقيقة المحجوبة: الأبعاد الخفية لحرب إسرائيل وإيران 2025”

في خضم الحرب المشتعلة بين إسرائيل وإيران في يونيو 2025، تتجلى حقيقة أن ما يُعرض على الرأي العام، سواء المحلي أو الدولي، ليس سوى جزء من الصورة الكاملة.

إن إسرائيل، في هذه المواجهة الوجودية التي لم تشهدها منذ عقود، تخفي تفاصيل بالغة الأهمية قد تغير فهمنا للمسار المستقبلي للصراع وتداعياته. إن هذه الحقائق غير المعلنة ليست مجرد تفاصيل عسكرية، بل هي أبعاد استراتيجية ونفسية ستحدد مصير المنطقة.

أحد أبرز ما لم يُعلن عنه هو المدى الحقيقي للأضرار التي لحقت بالبنى التحتية الحيوية الإسرائيلية. على الرغم من تفعيل الدفاعات الجوية المتطورة، فإن حجم وشدة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية، والتي قد تكون تضمنت صواريخ تفوق سرعة الصوت أو أسلحة غير تقليدية، ربما تكون قد تسببت في أضرار تفوق بكثير ما أُعلن عنه رسميًا. قد يشمل ذلك إصابات في مواقع عسكرية حساسة، أو تعطيل لشبكات الطاقة والاتصالات، أو حتى تأثيرات على المنشآت النووية الإسرائيلية، وهي معلومات حاسمة يتم التعتيم عليها للحفاظ على الروح المعنوية وتجنب نشر الذعر.

ثانيًا، الكلفة البشرية الحقيقية لهذه الحرب المفاجئة والمدمرة. بينما تعلن إسرائيل عن أرقام ضحايا، فإنه من المرجح أن الأعداد الحقيقية للجرحى والقتلى، خصوصًا بين المدنيين الذين تعرضوا لقصف غير مسبوق، أعلى بكثير. كما أن التأثير النفسي الفوري والمستقبلي على السكان، الذين يعيشون تحت تهديد دائم بالصواريخ، لم يتم الكشف عنه بشكل كامل. هذه الجوانب المظلمة، وإن كانت طبيعية في أي حرب، تتضخم في صراع مباشر مع قوة إقليمية كبيرة مثل إيران.

ثالثًا، التحديات غير المتوقعة التي واجهتها الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية. على الرغم من التفوق التكنولوجي المعلن لإسرائيل في الدفاع الجوي، فإن حجم وتعقيد الهجمات الإيرانية ربما يكون قد كشف عن نقاط ضعف لم تكن معروفة من قبل، أو أجهد الأنظمة الدفاعية إلى أقصى حد. قد تكون هناك فشل في اعتراض بعض الأهداف، أو استنزاف غير متوقع للمخزونات الدفاعية، وهي معلومات حيوية يتم حجبها للحفاظ على صورة الردع العسكري.

أخيرًا، هناك الأهداف الاستراتيجية الخفية وراء الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية. قد لا يكون الهدف المعلن (الرد على الهجوم) هو الوحيد. ربما تسعى إسرائيل إلى تحقيق أهداف أوسع تتعلق بضرب القدرات النووية أو الصاروخية الإيرانية بشكل حاسم، أو تغيير ميزان القوى الإقليمي، أو حتى استعادة هيبة الردع التي ربما تكون قد تآكلت. هذه الأهداف السرية، وإن كانت محورية للنتائج النهائية للحرب، لا يتم الإفصاح عنها علنًا.

عن وجه افريقيا