أخبار عاجلة

أوكرانيا تعلن تعليق محادثات السلام مع روسيا… تعثّر جديد يعمّق أزمة الحرب

سحر رجب

أعلنت أوكرانيا رسميًا، على لسان نائب وزير خارجيتها، تعليق محادثات السلام مع روسيا، مؤكدة أن الظروف الحالية لا تسمح باستئناف المفاوضات.

في المقابل، أكدت موسكو أنها لم تُصدر أي قرار مماثل، وأنها لا تزال مستعدة للجلوس إلى طاولة الحوار “في حال أبدت كييف جدية حقيقية”.

يأتي هذا التطور ليؤكد تعثّر المسار التفاوضي بين الجانبين، بعد سلسلة من اللقاءات الفاشلة التي لم تحقق أي اختراق في الملفات الجوهرية.

 خلافات عميقة تعرقل التقدم

وفق تصريحات متطابقة من الجانبين، تتركز الخلافات حول شروط وقف إطلاق النار والسيادة على الأراضي المحتلة.

روسيا تشترط انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك ولوهانسك وزابوروجيه وخيرسون كشرط مبدئي لأي تسوية، بينما ترفض كييف هذه المطالب وتعتبرها تنازلاً غير مقبول عن السيادة الوطنية.

أما أوكرانيا، فترى أن أي مفاوضات يجب أن تبدأ بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وهو ما ترفضه موسكو، معتبرة أن “هدنة بلا ضمانات” ستمنح الجيش الأوكراني فرصة لإعادة تنظيم صفوفه.

 وساطات محدودة ونتائج هزيلة

آخر جولة مباشرة جرت في إسطنبول واستمرت أقل من ساعتين، من دون التوصل إلى أي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار أو تبادل شامل للأسرى.

واكتفت الأطراف حينها باتفاق جزئي لتبادل محدود للمحتجزين، قبل أن تعلن كييف لاحقًا تجميد المسار بالكامل.

وقالت مصادر دبلوماسية إن غياب الثقة بين الجانبين، إلى جانب تأثير المواقف الغربية، خصوصًا من دول الناتو، جعل فرص النجاح ضئيلة. موسكو من جانبها تتهم الغرب بـ“دفع كييف نحو استمرار الحرب حتى آخر جندي أوكراني”، فيما ترد أوكرانيا بأن روسيا تسعى لفرض شروط استسلام لا مفاوضات.

 توقف مؤقت أم جمود طويل؟

وصف الكرملين الوضع الحالي بأنه “توقف مؤقت” في المحادثات، مؤكدًا أن روسيا “ما زالت منفتحة على الدبلوماسية”.

في المقابل، لم تحدد كييف أي موعد جديد لاستئناف الحوار، لكنها قالت إنها أرسلت مقترحًا لعقد جولة جديدة “ضمن إطار يضمن السيادة والعدالة”.

ويرى محللون أن تجميد المحادثات يعمّق مأزق الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، ويؤخر أي أفق لتسوية سياسية.

كما يهدد بمزيد من التصعيد الميداني وتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في المنطقة.

 مستقبل غامض

حتى الآن، لا يبدو أن أياً من الطرفين مستعد لتقديم تنازلات جوهرية.

فبينما تراهن موسكو على استنزاف خصمها عسكريًا، تواصل كييف الاعتماد على الدعم الغربي لتعزيز موقفها التفاوضي.

ويرجّح مراقبون أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحركات دبلوماسية جديدة من أطراف مثل تركيا أو الأمم المتحدة، إلا أن نجاحها سيظل رهيناً بإرادة سياسية غائبة حتى اللحظة.

عن وجه افريقيا