دعت مندوبة أميركا بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراءات واستخدام كافة الأدوات المتاحة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب في السودان حال لم يحترم طرفا القتال القانون الإنساني الدولي ويسهلا الوصول الإنساني.
واتهمت المندوبة الأميركية القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بعرقلة عمليات تسليم المساعدات الحيوية على الرغم من الجهود البطولية التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني.
وأضافت أنه “في حال لم يحترم الطرفان المتحاربان القانون الإنساني الدولي ويسهلا الوصول الإنساني، يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ الإجراءات لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة وتوزيعها واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتحقيق هذا الغرض، بما في ذلك السماح بمرور المساعدات من الدول المجاورة”.
ويتحفظ السودان على إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري الحدودي بين تشاد وولاية غرب دارفور التي يسيطر عليها الدعم السريع ويطالب بادخالها عبر معبر الطينة بين تشاد وولاية شمال دارفور حيث ما يزال الجيش يسيطر على هذه الولاية.
وأكدتليندا توماس أن الوضع الإنساني في السودان هو الأسوأ في العالم، ويتعين على كافة الدول اتخاذ المزيد من الإجراءات لإنقاذ الأرواح.
وتابعت قائلة “بعد مرور عام من القتال الفارغ من أي معنى والذي دمر الإنتاج الزراعي وأنظمة الأسواق وتسبب بنزوح عشرة ملايين شخص وعرقلة العمليات الإنسانية، يواجه السودان اليوم أسوأ مستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد يسجلها (التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في البلاد على الإطلاق”.
وأشارت إلى معاناة حوالي 25,6 مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء، فضلا عن أن أكثر من 750 ألف شخص في مستوى “الكارثة” من انعدام الأمن الغذائي، وهو المستوى الخامس من النظام خماسي المستويات الذي يتبعه “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”. وزادت “يأكل الناس أوراق الأشجار ويغلون التراب ليطعموا أي شيء لأطفالهم”.
وحذرت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من أن شبح المجاعة يلوح في الأفق، “بل يشير كل عنصر من العناصر إلى أنها تهيمن – أي المجاعة – على البلاد”.
وشددت علي أن الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى نهاية فورية للقتال، ووصول إنساني بلا عوائق، وانتقال إلى حكم مدني بدون أي دور للجيش في حكم البلاد، ومحاسبة على الجرائم المرتبكة، وذلك لمساعدة البلاد على طي الصفحة.
وقالت ليندا “حري بهذا العنف والمعاناة الفارغين من المعنى أن يتوقفا”.
ومنذ منتصف أبريل الماضي اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم قبل أن تتسع دائرتها في ولاية الجزيرة وعدة ولايات بإقليمي دارفور وكردفان وأجزاء من ولايات سنار والنيل الأبيض ونهر النيل.