قابلتها مره واحده في حياتي في حدث ثقافي خاص و كنت الوحيد الطبيب بين كوكبه من الادباء و الكتاب و كانت تجربه قويه جدا و اثرت في جدا جدا ..
دونا عن كل الحاضرين المشهورين و لكن هي وحدها لها هيبه و رهبه تجعلك متهيبا مترددا كيف تقترب منها و تحتار كيف تبدأ حديثك معها..
كنت اجلس بعيدا عنها و طفقت انظر لها بتمعن احاول اسبر اغوار شخصيتها العميقه الغامضه .. وتسمرت عيوني عليها اتفحص تفاصيل ملامحها القويه ، لا تقوي عيوني ان تغادرها و اظل منتظرا اتمني ان تتكلم و اسمع نبرات صوتها ..
تحتار في ملامحها..
تبدو و كأن قسمات وجهها قدت من الجرانيت الصلب، حاده جاده و رغم هذا عليها مسحه هدوء مثير للغموض..
منتصبه الرقبه في خيلاء بدون غرور و عيونها شاخصه في الفضاء كأنها تري اشياء لا نراها نحن من حولها..
شعرها القصير يبدو متمردا علي التصفيف و ايضا حاد مثل شخصيتها.. ..
و بينما سارحا منبهرا ادرس تعبيرات وجهها الجاد ، حولت بصرها ناحيتي فجأه و نظرت لي نظرات ثاقبه قويه بعيون تشع بريق خاطف ..جعلتني مرتبكا و شعرت بالخجل انها لاحظت اهتمامي..
برهه ثم أنفرج ثغرها عن ابتسامه مقتضبه ، اعتبرتها انا تحيه و ترحيبا فتجرأت للاقتراب منها..
بمجرد ان تكلمت معها ، ذابت تلك الشخصيه الحاده لأجد امامي كتله من الرقه و العذوبه تنساب كالنهر الرائق ..
تحدثنا سويا عده دقائق ، شعرت فيها انني اسابق الزمن حتي انهل منها كل ما يحيرني من غموض حياتها..كانت تتكلم و نظري شاخصا ادرس و اذاكر و استوعب سكناتها و حركاتها..
كان صراع بين عيني و عقلي و اذني .. فكل جهه من حواسي تريد ان تنفرد بالاستمتاع ..
عيوني تتحول في قسماتها الحاده و تضاريس وجهها الذي نحتت السنين اخاديد و علامات بارزه فيه .. اذني تلتقط نبرات صوتها و تحاول الربط بين ذلك الصوت و الهيئه الحاده .. عقلي يسارع بالتقاط كل جمله منها و معناها ..
كيف لهذه الانسانه الرقيقه الصغيره الحجم ان تنتج كل هذا الابداع الادبي الرائع.. كيف هذه الانسانه الرقيقه تتحملت شظف و هموم و عذاب المعارضه السياسيه و اهوالها.. كيف لهذا الكائن الرقيق يتحمل الايام الصعبه خلف القضبان في السجون البارده!! ..
تعالوا معي ارفع لكم الستار الثقيل و ادعو ضياء اشعه الشمس تنير المكان و ترون سلوي بكر عن قرب .
💐سلوي بكر💐
من مواليد ١٩٤٩ ..
اتولدت في كنف أسرة بسيطه حدا في حي المطرية بالقاهرة.
الوالد موظف بسيط ممافح زي كل مصري من الطبقه الكادحه و يعمل في هيئه السكه الحديد..
لكن شاء القدر ان يتوفي والدها مبكرًا فتحملت أمها مسؤولية الأسرة.
التيتم مبكرا و تحمل المسؤليه جعلها طفله جاده و حرمها من دلال و دلع البنات ، بدأ حبها للقراءة في بيت أهل أمها، الذين كانت لديهم مكتبة كبيرة، إلى جانب المدرسة التي كانت تخصص حصة للقراءة الحرة و دا يثبت مدي اهميه المدرسه في تشكيل شخصيه الاطفال.
دخلت كليه التجاره و حصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال بجامعة عين شمس سنة 1972، في الوقت الذي كان يعلي اتون الحركه الطلابيه وانخرطت أثناء دراستها الجامعية في الحركة السياسيه و المعارضه ..
بعد تخرجها عُينت سنة 1974 مفتشة تموين، وظلت في عملها هذا حتى سنة 1980.
لم تكتفي بهوايه الادب بل حصلت سنة 1976 على درجة الليسانس في النقد المسرحي، وعملت عقب ذلك ناقدة للأفلام والمسرحيات، قبل أن تبدأ بشق طريقها الأدبي في منتصف الثمانينيات و تخوض تجربه الكتابه ..
كرست مسيرتها الأدبية لاستكشاف طبقات المجتمع المختلفة والدفاع عن المهمشين، وغالباً ما تدور أحداث رواياتها في أجواء تاريخية وتبحث في «المسكوت عنه تاريخياً».
وتتميز كتاباتها بالعمق والرؤية الاجتماعية الثاقبة، وقد ترجمت أعمالها إلى تسع لغات عالمية، بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
أبرز أعمالها؛ العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء (1991)، وهي رواية تركز على مصائر المحرومين والمهمشين في المجتمع.
ثم رواية البشموري عام 1998، وتُعتبر أيقونة أعمالها ورائعتها الخالدة، حيث اختيرت ضمن قائمة اتحاد الكتاب العرب لأفضل 100 رواية عربية، تطرَّق إلى ثورة البشامرة، الفلاحين المصريين، ضد الخليفة المأمون، حاكم البلاد .
ثم تأتى رواية كوكو سودان كباشي عام 2004، رواية أخرى بارزة في مسيرتها، وكذلك رواية فيلة سوداء بأحذية بيضاء، وهي أحدث روايات سلوي بكر.
وحصدت الأديبة سلوى بكر العديد من الجوائز الدولية تقديراً لمسيرتها الإبداعية الثرية، حيث فازت بـ جائزة «دشفيل» للآداب عن قصصها القصيرة من ألمانيا عام 1993.
ثم جاءت جائزة «البريكس» الأدبية في دورتها الأولى لعام 2025، ممثلة لمصر في هذا المحفل الدولي الجديد، تقديرًا مستحقًا لمسيرتها الإبداعية الثرية، ولإسهاماتها المهمة في إثراء السرد العربي.
الاعمال الادبيه لسلوب بكر ليست فقط سرد قصصي بل هي رساله انسانيه للمجتمع تعكس روح و حياه ..
ايضا كتاباتها تعكس معرفه عميقه بالتاريخ و تحليل نفسي لشخصيات و رموز تاريخيه..
حقيقي انا منبهر وًمعجب ب سلوي بكر جدا و اري انها تستحق الكثير من اهتمام المجتمع المصري كي يتعرف عليها و يتذوق اعمالها ، بل اقول يتعلم من اعمالها ، لأن كتابات سلوي بكر فيها من فلسفه الحياه و دروس التاريخ و مشاعر انسانيه اكثر من مجرد ادب قصصي..
تزوجت الاستاذ منير الشعراني. لديها ولد و بنت ..عاشت سلوى بكر مع زوجها في قبرص، حيث عملت لعدة سنوات ناقدة سينمائية في عدد من المجلات الصادرة بالعربية، قبل أن تعود إلى مصر سنة 1986.
اعتُقلت سلوى بكر أثناء إضراب عمال الحديد والصلب سنة 1989، وأتاحت لها تجرية الاعتقال فرصة الاختلاط بالسجينات الجنائيات في سجن القناطر، وكانت هي السجينة السياسية الوحيدة بينهن، ونتج عن هذه الفترة رواية “العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء”، التي تدور أحداثها في عالم السجن النسائي، وعلاقته بوضع المرأة في المجتمع
و الأن تعمل سلوى بكر أستاذًا زائرًا بالجامعة الأمريكية في القاهرة منذ سنة 2001.
اللي زي سلوي بكر دي في الدول المتحضره ، بيجعلوها رمز للاطفال و الشباب يستلهم منها مبادئ الشخصيه و الثقافه و الاصرار و تحقيق الذات..
استاذه سلوي بكر ..
اتمني تصلك رسالتي مع أي من اصدقائي الكتاب و المثقفين القريبين منك و يقولوا لك..
– مهما تعددت الجوائز و التقدير لك ، لكن انتي اعظم جائزه لنا و لبلدك مصر..
طبيب مصري متخصص نساء وتوليد
وجه أفريقيا رئيس التحرير: سحر رجب