سحر رجب
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أننا نلتقي في أعمال اليوم الثاني من المنتدى الاقتصادي العربي الياباني في نسخته الخامسة التي نستهلها بهذا الاجتماع الوزاري المهم، وسنستكمل أعمالنا لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، لاسيما تلك المتعلقة بتعزيز
وقام بتقديم الشكر لليابان علي المجهودات التي بذلتها الحكومة اليابانية لاستضافتنا في هذا المحفل وكذلك الوزراء العرب الذين لبّوا دعوتنا، ولكل من عمل معنا بجد طيلة الأشهر الماضية للتحضير لهذه الدورة.
وأشار أبو الغيط إلي أهمية هذا المنتدى الذي أُطلق في عام 2009 تحت مظلة جامعة الدول العربية،لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية واليابان.
ووصف أبو الغيط اليابان بأنها دولة صديقة يكنُّ لها العرب الكثير من الاحترام والإعجاب بنموذجها الفريد.
واستطرد قائلا اليابان ليس فقط قصة نجاح اقتصادي أبهر الكثير، ولكنه صوت معتدل ومسيرة من المواقف الثابتة والواضحة تجاه القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأشار أبو الغيط إلي أن المنتدى شكّل لبنة لتوسيع التعاونإلى مجالات أخرى، إذ تبعته خطوات عملية بتوقيع مذكرة التعاون بين جامعة الدول العربية وحكومة اليابان في العام 2013، كإطار مؤسسي شامل للتعاون العربي الياباني، وأيضا إطلاق الحوار السياسي في عام 2017 لتبادل الرؤى حول مستجدات القضايا والأزمات الدولية الراهنة.
وقال أبو الغيط إننا في العالم العربي نقف على قاعدة من القواسم المشتركة مع اليابان … فكلانا يؤمن بأهمية العيش المشترك وبضرورة تحقيق الرخاء الإنساني للجميع،وكلانا يتوق إلى نظام دولي متعدد الأقطاب مستقر ومتوازن، تسود فيه العدالة واحترام القانون،وهي وجهات نظر متطابقة ترجمتها العديد من المواقف المشتركة، والتي كان آخرها ما ورد ضمن مخرجات الحوار السياسي العربي الياباني الثالث المنعقد بمقر الأمانة العامة للجامعة في شهر سبتمبر الماضي.
وأوضح أبو الغيط بأن اليابان سيظل شريكا مهما للدول العربية، إذ ارتفع التبادل التجاري بين الجانبين من 114 مليار دولار في عام 2022 إلى ما يقرب 140 مليار دولار منذ مطلع العام 2024، والحقيقة أن هذه الأرقام – على إيجابيتها – إلا أنها تظل دون تطلعاتنا الجماعية خاصة في ظل المزايا التنافسية للاقتصاد الياباني وتقدمه التكنولوجي والسمعة الطيبة التي تحظى بها سلعه، وأيضا في ظل المزايا التي تتوفر في المنطقة العربية من موقع استراتيجي وموارد وفيرة ومتعددة، وأيادٍ عاملة متدربة في سن الشباب.
وقال أبو الغيط أننا نطمح إلى الانتقال بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب لتكون مستقبلا شراكة استراتيجية ذات نتائج ملموسة في قطاعات مختلفة، ومن الضروري أن نفكر معا في آليات توسيعها لتشمل مجالات جديدة كاستخدام التكنولوجيا لمجابهة التغير المناخي، والحد من مخاطر الكوارث والنقل الذكي والسياحة وأمن المعلومات والذكاء الاصطناعي والإسكان الذكي والتعليم وغيرها،وهي مجالات ستتيح بلا شك فرصاً واعدة للاستثمار والتعاون، وإمكانيات لنقل التكنولوجيا والاستفادة من الخبرات اليابانية.
وأشار أبو الغيط بأن جامعة الدول العربية على أتم الاستعداد لمناقشة وتنفيذ الأفكار والمبادرات التي من شأنها تعزيز دور هذا المنتدى بالتعاون مع المنظمات العربية والمجالس الوزارية المتخصصة وكافة الشركاء العرب واليابانيين.
وأختتم أبو الغيط كلمته بتجديد شكره لكل من ساهم في الإعداد الجيد لهذا المنتدى، واستطرد قائلا وأثق في أنه سيخرج بنتائج وأفكار ومبادرات تعزز التعاون الاقتصادي العربي الياباني، لاسيما في ظل ما نرصده من مؤشرات إيجابية، ومن حرص متبادل لتحقيق تطلعات الشعوب العربية والشعب الياباني في الأمن والتقدم والازدهار.